أنين أحشاء العروس :نش 5 : 4 _ 7
صفحة 1 من اصل 1
أنين أحشاء العروس :نش 5 : 4 _ 7
حبيبي مدّ يده من الكوّة فانّت عليه أحشائي.,قمت لأفتح لحبيبي ويداي تقطران مرّا وأصابعي مر قاطر على مقبض القفل. , فتحت لحبيبي لكن حبيبي تحول وعبر.نفسي خرجت عندما أدبر.طلبته فما وجدته دعوته فما أجابني., وجدني الحرس الطائف في المدينة.ضربوني جرحوني.حفظة الأسوار رفعوا إزاري عني نش 5 : 4 _ 7
ترجمة أخري:
مد حبيبي يده من كوة الباب، فتحركت له مشاعري،
أنين أحشاء العروس :نش 5 : 4 _ 7
,: فنهضت لأفتح له بيدين تقطران مرا، وأصابع تفيض عطرا على مزلاج الباب. , فتحت لحبيبي، لكن حبيبي كان قد انصرف وعبر ففارقتني نفسي حين ابتعد. بحثت عنه فلم أجده، دعوته فلم يجب. وجدني الحراس المتجولون في المدينة، فانهالوا علي ضربا فجرحوني. نزع حراس الأسوار إزاري عني
,
العروس وقد تمتعت بالحب الالهي وشربت من ينبوع الحب الذى تفجر في داخلها خلال سنوات التوبة والانسحاق تحت قدمي الحبيب,العجيب بالحق أن العروس كانت متجهة بقوة وانسحاق تحت قدمي حبيبها ,بسبب نور الحبيب الذى أبرق فى النفس وأحاط بها بالنور ,فكانت نتيجة هذا النور كشف الظلمة الكثيفة داخل نفس العروس .
فلم تجد طريق أخر تهرب اليه من ضغط ظلمة نفسها عليها الا أن ترتمي تحت قدمي من أحبها ,بغرض أن تحتمي فيه من ظلمتها ,وأيضاً تصرخ اليه لكي يُنقذها من أفعال الظلمة التى تعودت عليها سنوات جهل طويلة خلفها .
فهي كانت قد تربت على أعمال الظلمة وتغلغل بين سلوكها وعادتها الاثم وكان من الصعب عليها جدا أن تمتنع عن أعمال الظلمة التى كانت تمارسها عمر طويل وتشرب منها حتى أن كيانها كان متشبع بها ,
ولكن نور الحبيب سطع على ظلمتها وكشف جحور الظلام والموت الذى فى داخلها ولكنها عاجزة عن تغير جلدها عاجزة عن الخروج من كيانها التى عاشت به واعتادت عليه .
ولهذا انفجر فى قلبها ينابيع من الدموع بللت بها قدمي حبيبها تصرخ بدموعها هل ممكن أن تنقذني وتخلق في قلب جديد وفكر جديد ومشاعر جديدة نظيفة غير ملوثة ؟
وكانت عندما ترفع عيناها التى غرقت فى دموعها وتنظر الى من أشتهي أن يري عيناها هذه التى تصرخ من نجاسة نفسها وتتضرع للخلاص من أثمها .بل الذى قد أنغلب منهما حينئذا تجد رجاء وأمل تفرح لانها لم تذق طعم الرجاء من قبل لم تعرف معني الأمل بسبب الحصون من الشر الذي تحصن بها الشيطان داخلها فتود لو انغلقت عيناها عن رؤية نفسها التى حصنها الشيطان له وتنظر باستمرار نحو حبيبها الذى صار لها أمل قوي فى الخلاص والخروج من حصون الموت الى حرية الحياة.
ولهذا أطالت السجود تحت قدمي حبيبها تصرخ وتتضرع له أن يُنقذها ويُخرجها من قبضة عدوها الذى كان قد تمكن منها بشكل غير عادي.
ومن هنا عرفت معني التوبة أنفتح فى قلبها طريق الصراخ والانسحاق تحت قدمي يسوع ,وعلى الرغم من عتمة الاختبار ومرارة العبودية التى كانت تمرر عليها كل حياتها ,ولكن تكون فى نفسها لذة بسبب أن انسحاقها أمام المسيح واعترافها بصراحة بسقوطها التام وانحدار جميع تصوراتها وظلمة قلبها ,هذا جعل حبيبها تحن عليها أحشائه وحينئذا بدأت تنسكب محبة المسيح فى قلبها .
ومنذ بداية انسكاب محبة المسيح فى قلبة تذوقت الفرح ودب فى جميع أرجاء قلبها الرجاء وهكذا صنعت محبة المسيح فى داخلها ما لايمكن أن تصنعه أي قوة فى الوجود مهما كانت عظمتها !!
ولهذا مع بداية إنسكاب حب المسيح فى القلب على الفور أخذت تتراجع قوي الشر فى داخلها .فلم تستطيع حصون الشيطان القوية جدا فى داخلها على الصمود كثيرا أمام ينبوع الحب الالهي الذى أنفجر فى داخلها .
وتطهرت بالحب وأنهدمت الحصون الشيطانية التى لم تتصور ابداً أنه كان من الممكن أن تُهدم ولكن قوة حب المسيح فى القلب أعظم قوة فى الوجود يمكن أن تسكن النفس ,ولايمكن أن تقف أمام قوة حب المسيح أي قوة مهما تعظمت.
ومع استقرار الحب فى داخلها الذى غيرها وجعلها خليقة جديدة ارتاحت العروس وصارت فى سلام واطمئنان وعاد الشيطان واستغل ضعفها واطمئنانها وخدعها هذه المرة عن طريق جسدها فجعلها تتراخي وتقبل النوم على الرغم من يقظة قلبها .
ولم يرتاح قلب العريس عندما وجدها قد نامت وتركت يقظتها ضد العالم وملذات العالم نامت وارتخت يدها عن الجهاد فى الصلاة والمثابرة على التسبيح بتهليل لحبيبها .
ولانه محبة لا تبرد أبداً من نحوها حتى ولو بردت محبتها هي لهذا حاول أن يوقظها بنغمة حبه ونداء حنانه ولكن كانت قد استغرقت في النوم والثبات ,بل رفضت أن تستيقظ بحجة أنها خلعت ثوبها وارتاحت فى نومها ,بل اظلم فكرها واعتقدت أنها قد صارت طاهرة بذاتها وتُريد أن تُحافظ على نقاوتها فهي لا تُريد أن تفتح لينبوع الطهارة خوفاً أن تتسخ أقدامهاً!!!
فماذا يفعل الحب الالهي العجيب فى قلب عروسه هذه الذي أصابه البرود والفتور فنامت وتركته فلم يجد مفر في أن يُدخلها من جديد فى حضور حقيقي ليوم أعلان حبه الأبدي لها يوم زفافه ولباس أكليل حبه لها ,فهو يعلم أن هذا اليوم هو قمة أعلان حبه لها وبذله من أجلها وهي لا تحتمل أبداً رؤية هذا اليوم من جديد وتستمر فى النوم بل حتى لو كانت لم تنم بل ماتت فعلا,,, فالدخول فى ذكره حبة لهذا اليوم الذى مات فيها عنها يستطيع أن يُقيمها من الموت بمنتهي السهولةو ليس فقط أن تقوم من نومها .
فأراد أن يمد يده ليصلب عنها من جديد حتى تستيقظ من رقادها الذي جرح قلبه ولهذا : حبيبي مدّ يده من الكوّة فانّت عليه أحشائي
(مد حبيبي يده من كوة الباب، فتحركت له مشاعري،)
مد الحبيب يده من جديد وأثار الحب الفائق مازال أ ,نظرت العروس فوجدت يد حبيها وفيها أثار ثقب مسامير الحب الإلهي ,خرج شعاع النور من بين الثقب الذى في يدي حبيبها وسقط على عينيها التى قد تثقلن بالنوم الشديد فانفتحت على الفور فنهضت بسرعة من رقادها .
خرجت من ثقب يدي الحبيب نسمة حب دافئة استقرت فورا في قلب العروس فأذب برودة قلبها فاستيقظت على الفور .
بمجرد أن مد الحبيب يده على مثال الصليب دخلت العروس على الفور فى حضور حقيقي ليوم الصليب فأنت عليه أحشائها ,فهي لا تنسي أبدا يوم الصليب فكل ثانية حاضرة عندها
كل موقف مستقر فى قلبها هي كانت ساهرة معه طول الليل وهو يُحاكم لا تنس الاتهامات التى وجهت له فهي تعرفها لانها هي أعمالها كلها !!
لا تنس أبداً الأصوات التى تعالت تطلب قتله وصلبه وهي أصوات جميع من فعل معهم رحمة صرخت بكل ما فيها من قوة تُحاول أن تُسكت أصواتهم أو تحاول أن تُذكرهم بما فعل لهم او تترجي قلوبهم أن ترحم .
ولكن صوتها تلاشي بين ملايين الأصوات القوية وعندما أنعدم صوتها سقطت تبكي بحرقة ظلم من فعل بهم رحمة وانهارت في البكاء حتى أن يسوع حبيبها التفت نحوها وهي تُحاول أن تسد أفواه من يصرخ لصلبه ,وهمس في أذنها قائلاً :
اتركيهم يا حبيبتي لان صلبي سوف يخلصهم ويُخلصك أنا أنظر لصراخهم ليس عداء بل احتياج للخلاص فهم يطلبون ما قد أتيت من أجله , وما قد ولدت لكي أفعله
لهذا قد ولدت انا ولهذا قد أتيت الى العالم يو18 : 37.ورغم فداحة الصليب ولكن أقبله بسرور طاعة لابي ومحبة فيك .
لقد حضر هذا على الفور أمامها بمجرد أن مد يده حبيبها ولهذا استيقظت مسرعة .بل مجرد أن تحرك ظل يده وجاء عليها قامت على الفور فظل يده يوم الصليب مازال حافر في قلبها عمق حب لا يمكن أن ينتهي .
فهي قد جلست تحت ظل يده الممدودة فوق الصليب من وقت الساعة السادسة حتى وقت الساعة التاسعة وكانت هذه هي شهواتها التى كانت في قلبها العمر كله أن تجلس تحت ظل صليبه :
كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين.تحت ظله اشتهيت ان اجلس نش 2 : 3
لقد تحقق حلم عمرها كله وشهوتها وجلست العروس تحت ظل يسوع وهي لا تنسي ابداً هذه الساعات التى جلست فيها تحت ظل الصليب تتفرس في وجه يسوع المجهد الشاحب الذي بدي عليه علامات الموت ,كانت فى دهشة وحيرة مما تري وتعجب ليس له مثيل مما تشعر .
فهي تري الموت يتسرب الى حبيبها ويقترب جدا منه ,بينما ظله تشعر فيه بقوة وسلام ابدي فهو لم يكن ظل لنور كخيال لان هذا الوقت كله كانت ظلمة على الأرض كلها: وكان نحو الساعة السادسة.فكانت ظلمة على الارض كلها الى الساعة التاسعة لو 23 : 44
بل كان ظل للحياة الابدية التى هي يسوع الحبيب ولهذا كانت تحلم عبر عصور الموت السابقة أن تجلس في ظل يسوع لان ظل يسوع هو ظل الحياة الابدية
وتحقق الحلم وجلست من الساعة السادسة حتى التاسعة والظلمة تُغطي الأرض كلها بينما ظله العجيب يُنير قلب العروس ويملئها بالحياة تذوقت طعم الحياة التى كانت تحلم بها عندما جلست تحت ظله .
ولهذا كانت في دهشة ما بعدها دهشة تري الموت ينسحب علي وجه حبيبها ,بينما تشعر بالحياة الابدية الحقيقية تنسحب بقوة الى داخلها بسبب جلوسها تحت ظله !!
لقد انفتحت بصيرتها فى هذه الساعة العجيبة وشاهدت ما شاهده الأنبياء قديما بل نظرت ما سوف يعيشه الأبناء حديثاً !!!!!!!
فنظرت كيف طيور السماء وقد عششت بفرح وسلام فى أغصان الصليب عندما شعرت هي أيضا بالسلام الأبدي الذي شمل الأرض كلها .وحتى نظرت جميع حيوانات البر والتى لاتجد أمان وسلام فى أي مكان علي الأرض لتلد أولادها .ولكنها وجدت تحت فروع الصليب قمة الأمان فولدت أولادها .
وأخيراً نظرت العروس جميع الأمم المنبوذين والمرفوضين بسبب نجاستهم جاءوا جميعاُ وسكنوا جميعاً تحت ظله :
وعششت في أغصانه كل طيور السماء وتحت فروعه ولدت كل حيوان البر وسكن تحت ظله كل الأمم العظيمة. حز 31 : 6
تحت ظله كان المكان الذي توعدوا على اللقاء فيه منذ قديم الزمان لكي يُحقق لها حلم حياتها بالزفاف والاقتران به إلى الأبد ,الساعة السادسة كان الميعاد ,كانت تنتظر هذه الساعة لعروس تحلم بيوم زفافها وساعة انضمامها إلى حبيبها .
لم تكن تتوقع أن تكون هذه الساعة بهذا المجد تأكدت أن حبيبها كله مجد كله عجب أعماله غير أعمال كل البشر ,فساعة زفافها والتى هي ساعة زفافه وهي يوم فرح قلبه يوم عرسه :
وانظرن الملك(يسوع) سليمان بالتاج الذي توجته به امه في يوم عرسه وفي يوم فرح قلبه نش 3 : 11
قد اختصرت كل الزمان وجمعت كل أحداث الماضي وعالجت وشفت كل أمراض الماضى ما حدث فى وقت الساعة السادسة صار حاضر لا ينتهي في قلب العروس
صورة وجه يسوع المعلق على الصليب وقد ارتسمت عليه علامات الموت لا يُفارق قلبها وأيضا فى نفس الوقت قوة ظله الذى أخترق فيها الموت وملئ قلبها بالحياة يُرافق شعورها .
من خلال وجه يسوع الذى ارتسم عليه الموت خرجت الحياة وانتقلت الى نفس العروس ,فهو قد ترك نفسه للموت_ وهذه معجزة جميع المعجزات_لكي يُظهر الحياة التى فيه وتخرج منه لتستقر داخل العروس
ولهذا ما حدث للعروس في وقت الساعة السادسة لم ينتهي ولن ينتهي فيها الى الابد ,فلقد انتقلت هي من الموت الى الحياة الابدية عندما قبل هو أن يدخل الموت بإرادته
وهو الذي لا يمكن أن يعرف الموت ,.
هذا الذي جعل العروس تستيقظ فورا عندما مد حبيبها يده من الكوة هذا الذي حرك أحشائها وأخرج أنينها مع كل حركة من زفيرها ,هي نامت فلم يستطيع أن يُحرك أحشائها غير يد الحبيب الممدودة علي الصليب .
هي اليد التى أمتدت لها وعليها أثار الحب المشتعل فأمسكت بها فأخرجتها من حصون العدو الشرير الذي كان قد أطبق عليها فى ماضي حياتها .
هي اليد التى امتدت لها من الكوة التى كانت محاطة بشبكة من الحديد وهذه الكوة كانت هي المنفذ الوحيد للحصن القوي الذي أقامه العدو حولها ولا تستطيع أن تخرج من الكوة ولا يستطيع أي أنسان أن يدخل اليها من الكوة ,ولكن يد الحبيب المثقوبة حباً هي التى امتدت لها من الكوة فأخرجتها بقوة واقتدار عجيب .
ومنذ ذلك اليوم ويوم الصليب هو كلمة السر في قلب العروس أي ضعف أو أي أنحراف في طريق العروس الشفاء منه هو في الرجوع الى الصليب ويوم الصليب الذي لم تغرب شمسه ولن تغرب ابداً في قلب عروسه ,أي برود فى قلب العروس او أي خوف يتسلل الى نفسها الخلاص منه هو في الجلوس تحت ظل الصليب الذي لا يتغير .
فالجلوس تحت ظل الصليب مستمر وهو الذي ربط كيان العروس بعريسها ارتباط حقيقي وليس عاطفي أعلي ملايين المرات من الرباط الجسدي بين الزوج والزوجة والذي يكون بيد الله .
فالاتحاد الحقيقي الذي حدث بين العريس وعروسه والذي تم إعلانه بكل وضوح يوم عُرس العريس في وقت الساعة السادسة عندما أخذ العريس مكان عروسه على الصليب ,بكل الحق نتيجة أخذ طبيعتها الكاملة والاتحاد بها بصورة فعلية ,فتكلم بلسانها وقبل عنها الحكم بالموت والتى كانت مستحقة له .ولم يُقدم فيه نقض بل قبله بكامل إرادته وقبل كل حيثياته من الم ومهانة وعار بل ولعنة ومات كل هذا تم أمام عين العروس وحفر وعمق الحب في قلبها الى أعمق عميق .
كانت تنظر وتتعجب فقد شاهدت بعينها كل ما يجب أن يأتي عليها من عقاب وموت وأهانه فائقة جدا على احتمالها ,شاهدته وهو يقبله فى جسده بدل من جسدها يقبله في نفسه بدل من نفسها ,قاست نفسها وإمكانياتها على كل هذه الاهانات والضيقات والشتائم والميتات وتوابع الميتات فوجدت نفسها أقل جداً منها ولا تستطيع أن تحتمل أقل شيئ منها فعرفت جوهر حبه من نحوها بما لا يُقاس بعقل او منطق او أي تعبير فى الوجود كله ,فهو الذي قبل عنها جميع نتائج الخطية والسقوط والموت الذي كان عليها ,ولانه عارف أنها لاتستطيع أبداً أن تقع تحت هذا الالم والعقاب والموت فوضع ذاته بالحب عنها وأمام عينيها فنظرت عقابها يقع عليه نظرت لعنتها يأخذه عنها وشاهدت الموت الذي كان يجب أن تقبله يعمل فيه وفي جسده وحتى أن أسلم الروح أمامها وهي مندهشة لان الحياة انفجرت في كل ربوع كيانها بمجرد أن سري الموت في جسده !!!
فأنفتح ذهنا على الفور وأدركت سر الاتحاد الحقيقي الذي صار بينها وبينه وارتفع فكرها وقلبها جدا ليُناطح عنان السماء ,فهذا الرباط وهذا الاتحاد ليس عاطفي او بالفكر والتأمل بل بيد وقوة الخالق المبُدع الروح المحيي ووجدت أن هذا الاتحاد الذي صار بينه وبين طبيعتها قد يبث في داخلها بشكل سرائري جدا وعالي عن الفهم البشري نوع من التآلف مع طبيعته الخاصة فلم يعد الامر أنه إلهها فقط وهو كذلك ولكنها صارت بنوع ما وبقدرته الفائقة شريكة في طبيعته!!
كما يحمل الأصل الغصن وينقل اليه الحياة التى فيه صار يحملها ويُغذيها فوجدت أنها يمكن أن تتمتع بما في طبيعته وتتذوقه بسر المحبة ,تتمتع بما في طبيعته الكائنة فيه وهذا فوق مستوي أحلامها فهو قد صار فيها وهي فيه بكل ما تُعنيه هذه الكلمة لا بالعواطف والتصورات الفكرية النظرية بل بالحق واليقين والبرهان العملي من التمتع بما في طبيعته من قوة خارقة عن طبيعتها !!
وهذا هو كلام القديس كيرلس الكبير يؤكد هذا الاتحاد قائلا:
( كما أن أصل الكرمة يُغذي الاغصان ويُضفي عليها التمتع بصفاته الطبيعية الكائنة فيه ,هكذا أيضاً ابن الله الوحيد الكلمة ,يبث في القديسين ,بنوع ما ,تألفا مع طبيعته الخاصة علي قدر ما قدر صاروا متحدين به .......
فأن المخلص نفسه يقول : ’من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه ’
وهنا يليق بنا أن نلاحظ علي وجه الخصوص أن المسيح يقول أنه سيكون أنه سيكون فينا ,ليس فقط بارتباط يتم عن طريق العواطف ,بل مشاركة طبيعية ,فكما أنه إذا عجن أحد قطعة شمع بقطعة شمع أخري وصهرها بالنهار يجعلهما واحداً ,هكذا أيضاً بواسطة المسيح ودمه الكريم يكون هو فينا ونحن أيضاً فيه متحدين )
ق : كيرلس الكبير علي شرح أنجيل يوحنا 15 : 1
وهكذا حنت أحشاء العروس علي عريسها عندما دخلت في حضور يوم الصليب ولمست قلبها بعض إحداث الحب الإلهي التي تمت في يوم الصليب وما أكثرها وهي كلها محفوظة في قلبها ولا يمكن أن تتركها أو يصيبها أي تغير ولهذا قامت بعد نومها غير المناسب علي الفور وحنين أحشائها يدفعها الى الحبيب ولكن لانها قبلت أن تنام وارتاحت فى نوم ليس من الله ودخلت راحة مُزيفة ترك هذا أثر سيئ في نفسها وأحدث نوع من التشويش في فكرها فكان لابد للعريس أن يُعالج أثار نومها ويعود فينير لها فكرها ويطرد ما تعلق به من الراحة المُزيفة .
ولهذا كان لابد من تدخل من نعمة الحبيب في لفت نظر العروس للفكر المريض الذي تسلل الى داخلها بسبب قبولها راحة هي ليست من الحبيب , وما أصعب العلاج على نفس العريس اولا ثم علي نفس العروس ,فكان من الضروري أن يحجب الحبيب حضوره عنها فتطلبه فلا تجده على الرغم من أنه أمامها ويُراقب جميع تحركاتها!!
فهي عندما حنت عليه أحشائها بعد أن حنن قلبها بيده الممدودة من الكوة قامت على الفور من نومها ولكنها صنعت شيئاً يدل على تلوث فكرها وانحرافه بسبب قبول الراحة من ذاتها ومن خداع جسدها وليس من الله . فبمجرد أن شعرت بالحنان يسري فى داخلها نحو حبيبها عندما نظرت يده ممدودة من جديد أمامها
قمت لأفتح لحبيبي ويداي تقطران مرّا وأصابعي مر قاطر على مقبض القفل. , فتحت لحبيبي لكن حبيبي تحول وعبر.نفسي خرجت عندما أدبر.طلبته فما وجدته دعوته فما أجابني
((فنهضت لأفتح له بيدين تقطران مرا(عطر)، وأصابع تفيض عطرا على مزلاج الباب. , فتحت لحبيبي، لكن حبيبي كان قد انصرف وعبر ففارقتني نفسي حين ابتعد. بحثت عنه فلم أجده، دعوته فلم يجب))
لقد خدعها الشيطان وبث فيها فهم خاطئ تسبب فى تحول عريسها عنها ليس لانه غضب منها أو أنه رفضها بل تحول عنها وقلبه كله حزن ,تحول عنها وهو مشتاق اليها ويُريدها ولكن صنع هذا من أجل حبه لها فكان لابد أن يتحول عنها ولكن لماذا حدث هذا التحول رغم أنها قامت لتفتح له ؟
السبب العجيب أنها أرادت أن تُزين نفسها وتُعد ذاتها بنفسها له ,أنحدر فكرها وتلوث ربما باحتكاكها مع فكر العالم فقامت لتصنع لها بر ذاتي وطهارة وجمال شخصي ذاتي لكى تُرضيه ولهذا
عطرة يديها بالمر وهو نوع من العطر التى كانت تستخدمه النساء قديماً وهو يدل على أعمال بشرية بغرض أنها تُرضى الله ,بل أعتقدت أنها بكثرة الاعمال الخيرة التى تصنعها بيديها سوف تجلب العريس وتُرضيه ولهذا قالت أصابع تفيض عطراً
هذا هو فكر الانسان الذى صار مريض أذ أنه يظن أن رحمة الله وحبه يأتي عن طريق عمل الأعمال الصالحة الذاتية ,وينسي أن الصالح هو الله ومصدر كل صلاح هو الله.., ولا يُسر بأعمال الإنسان الذاتية بل هي تجعله يتحول ويعبر عن النفس ولا تستطيع أن تراه طالما هو يري أعمال ذاته !!
نعلم أن الإنسان لا يتبرر بإعمال الناموس بل بإيمان يسوع المسيح آمنّا نحن أيضا بيسوع المسيح لنتبرر بإيمان يسوع لا بإعمال الناموس.لأنه بإعمال الناموس لا يتبرز جسد ما غل 2 : 16
لقد دخل فكر غريب الى عروس المسيح هو فكر الذين في العالم ,فقد أعتقدت أنها سوف تقترب منه عندما تصنع بعض الاعمال الناموسية فتحصل على البر ولكن الناموس غير قادر علي التبرير بل هي أخذت بر المسيح عن طريق النعمة وتبررت
بالنعمة وليس بأعمال الناموس:
قد تبطلتم عن المسيح ايها الذين تتبررون بالناموس.سقطتم من النعمة غل 5 : 4
فالعروس لانها ظنت أنها من الممكن أن تعمل بعض الاعمال الخيرة وبالتالي تظن أنها سوف تصبح جميلة في عين حبيبها وكلما أكثرت في الاعمال تزينت أكثر فتقدم الي حبيبها معتمده علي برها الذاتي وبعض الاعمال الصالحة المصنوعة بفكرها فوجدت الحبيب تركها وعبر عنها.
ياللعجب وهي سوداء وملطخة بالخطايا يأتي هو اليها ويُناديها حبيبتي سوداء وجميلة ويقبلها في حضنه وينعم عليها ببره وقداسته ,بينما عندما حاولت أن تُزين نفسها ببعض الأعمال الذاتية الصالحة تحول عنها وعبر,هذه هي النفس البشرية الكبرياء الذى تولد فيها من العصيان وفكر الشيطان يجعلها لا تُصدق أن الله يمكن أن يقبلها بدون مقابل منها ,يجعلها لا تعتقد أنه من الممكن أن أذهب ليسوع كما أن بما في داخلي من خطايا وأوجاع ,اظن أنه لابد أن أبرر نفسي اولا بأعمال الناموس حتى يقبلني الله !!
لان جميع الذين هم من اعمال الناموس هم تحت لعنة لانه مكتوب ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به. غل 3 : 10
وعلي هذا كان لابد أن يتركها العريس وهو حزين جدا عليها وربما قلبه يبكي في داخله من أجلها ولكن لابد من أن تختبر مرارة اعتمادها على برها وبر الناموس ,حتى تفيق وتري النعمة من جديد ولهذا عندما حاولت أن تطلبه فلم تجده ,عندما حاولت أن تدخل في حضوره وتدعوه بالحب فلم يجيب عليها :
فتحت لحبيبي، لكن حبيبي كان قد انصرف وعبر ففارقتني نفسي حين ابتعد. بحثت عنه فلم أجده، دعوته فلم يجب.
كانت تظن أنها قد عطرة ذاتها بنفسها وببرها الشخصي ولهذا سوف يأتي اليها الحبيب ولكنه عبر لانه هو الذي يبررها ولايحتاج الى أعمالها بل يحتاج الى قلبها المعتمد عليه بالكلية
. وجدني الحراس المتجولون في المدينة، فانهالوا علي ضربا فجرحوني. نزع حراس الأسوار إزاري عني
عندما فارقها حبيبها وحارسها الحقيقي والذي يعرف قيمتها الحقيقية أي قيمة نفسها الذي هو صنعها وليست قيمة أعمالها الذاتية ,حينئذا وجدت نفسها وحيدة في مواجهة المحيطين بها ,
كانت تظن أن أعمالها وان كانت لم تُرضي الحبيب ولكن سوف تُرضي اولاد العالم ولكن حدث العكس وفشلت حتي بأعملها التى كانت تظن أنها صالحة أن ترضي اولاد العالم المتجولون في المدينة ,فأنهلوا عليها ضرباً وجرحوها وجرحوا نفسها لانهم لا يعرفون قيمة نفسها فالذي يعرف قيمة نفسها حبيبها فقط !!
ليس هذا فقط بل نزعوا أزرارها عنها أي فضحوا جميع أعمالها لانها أعمال ذاتية ليس فيها قوة الروح ,ربما كان العريس واقف بجوارها ويُراقبها ,ربما يكون له يد قوية في تحريك كل من نزع عنها أزرارها كل هذا حبا منه لها ,وخوفاُ منه عليها ,
خوفاً أن يشجعها الحراس بأعمالها فُتصدق نفسها وتستحسن أعمال نفسها فتنس حب حبيبها !!
ولكنه رتب أن تمر بمرارة الفشل في الحياة بأعمالها المزيفة ,ورفض الحراس وجميع الناس لها وتعريتها حتى تعود وتتذكر حقيقتها وأنها بدون حبيبها والحماية به ليس لها وجود او استقرار.
فطريق تزيف الأعمال بذاتها لكسب مديح الناس وحراس الابواب والخدام قد أغلقه في وجهها حبيبها وهذا قمة الحب منه وتركها وحدها تتمرر بأنكارهم وتشهيرهم لها وتعريتها بالتمام
هذا هو الحبيب الذي وهي لا تراه وتعرف أنه تحول عنها وتطلبه فلا يُحيب لكنه هو يُراقبها ويحفظها من شر السقوط في تمجيد ذاتها وأعمالها الذاتية بل ويدبر لها الظروف لتترك أعمالها الذاتية وترفضها وتعود وتعتمد على رحمته ومحبته هو فقط لان حضنه مفتوح لها وينتظرها ..
+صلاة+
ربي يسوع حبيب نفسي الغالي يا من مددت يدك من كوة نفسي فحنت عليك أحشائي ومازالت تحن عليك بصورة مستمرة ولا تنقطع ,يكفي ياربي أن يُذكر اسمك أمام قلبي فتنسكب أحشائي ويذوب قلبي حباً
مددت يدك أيها الحبيب الي وأنا ضائع فى العالم ومستعبد لأركان العالم الضعيفة وعندما لمحت جروحك الغالية انكسر قلبي الشرير الذى تسبب في جرحك ,وجدت أيها الحبيب قوة شفاء غير عادية تشع من بين جرح يدك ,وجدت قوة قيامة سحرية تنبعث من جروحك التى في يدك تخترق كل كياني وتحصر قوة الشر التى في قلبي وتُدينها بشدة وتطرحها خارج قلبي .
كان يكفي جدا أن أذهب وأقف متأملاً جروحك كل مرة تجرحني الخطية وتحني نفسي فأجد قوة الشفاء التى تنبعث من جروحك فتشفيني واشعر بالشفاء يملي كياني
وحتى عندما تكرر السقوط وازدادت جدا جراحات النفس بأدناس العالم وشهواته
كانت جروحك هي الحارس لي والمشجع لي على الدوام ومنعت عني الاصابة باليأس فوجدت رجاء بالشفاء من جراحات الطهارة التى دائما ما تجرح نفسي في هذا العالم مهما كانت أعماق الجروح فقوة الشفاء أعظم
ولهذا كانت يدك التى أمتدت من الكوة هي المنقذ والشافي هي التى طهرت كياني وعرفتني مذاق الطهارة الذي كان غريب جداً عن طبيعتي .فأشتهيت الجلوس دائماً تحت ظل الصليب ,بعد أن كنت أجلس فى مجالس المستهزئين بعد أن كانت لذتي هي فى ملذات الخطية والجسد!
عرفت الحياة الحقيقة والابدية يارب عندما تذوقت ظل الصليب تقابلت مع الكثير من القديسين الذي طالما سمعت عنهم عندما جلست تحت ظل الصليب ,تقابلت مع أمك العذراء التى كانت هي اول من جلس تحت ظل الصليب ,وصارت لي شفيعة مؤتمنة أمامك.
تقابلت مع القديس يوحنا الحبيب وعرفت منه سر الاتكاء على صدرك لمعرفة أسرارك ,تقابلت مع المرأة الخاطئة التى غسلت قدميك ودهنت جسدك بالطيب فعرفت لذة الجلوس تحت قدميك وتذوقت لذة انسكاب الدموع فوق قدميك ونوال قوة الطهارة الحقيقية من تقبيل قدميك والتمسك بهم .
تقابلت مع جميع الامم الذين هم كانوا وسخ العالم والمرفوضين من الجميع والذي لم يكن لهم مكان ارضي او أدبي بين الجميع فوجتهم وقد سكنوا تحت ظلك واحتموا بشخصك وصار اسمك برج حصين لهم وبعد أن فقدوا كل شيئ صار لهم كل شيئ فوجتهم متهللين وقلوبهم تسبحك على الدوام فأشتهيت يارب أن أختلط بهم وتمنيت منك أن تُعطيني مكان معهم .
كل هذا تحت ظل الصليب أما باقي الاسرار الكثيرة التى تمت تحت ظل الصليب فالسوف تُعلن في قيامة الدهر الاتي بكل فرح وتهليل امجدك واتضرع اليك أن تجعلني دائما تحت ظل الصليب امين.
__________________
ترجمة أخري:
مد حبيبي يده من كوة الباب، فتحركت له مشاعري،
أنين أحشاء العروس :نش 5 : 4 _ 7
,: فنهضت لأفتح له بيدين تقطران مرا، وأصابع تفيض عطرا على مزلاج الباب. , فتحت لحبيبي، لكن حبيبي كان قد انصرف وعبر ففارقتني نفسي حين ابتعد. بحثت عنه فلم أجده، دعوته فلم يجب. وجدني الحراس المتجولون في المدينة، فانهالوا علي ضربا فجرحوني. نزع حراس الأسوار إزاري عني
,
العروس وقد تمتعت بالحب الالهي وشربت من ينبوع الحب الذى تفجر في داخلها خلال سنوات التوبة والانسحاق تحت قدمي الحبيب,العجيب بالحق أن العروس كانت متجهة بقوة وانسحاق تحت قدمي حبيبها ,بسبب نور الحبيب الذى أبرق فى النفس وأحاط بها بالنور ,فكانت نتيجة هذا النور كشف الظلمة الكثيفة داخل نفس العروس .
فلم تجد طريق أخر تهرب اليه من ضغط ظلمة نفسها عليها الا أن ترتمي تحت قدمي من أحبها ,بغرض أن تحتمي فيه من ظلمتها ,وأيضاً تصرخ اليه لكي يُنقذها من أفعال الظلمة التى تعودت عليها سنوات جهل طويلة خلفها .
فهي كانت قد تربت على أعمال الظلمة وتغلغل بين سلوكها وعادتها الاثم وكان من الصعب عليها جدا أن تمتنع عن أعمال الظلمة التى كانت تمارسها عمر طويل وتشرب منها حتى أن كيانها كان متشبع بها ,
ولكن نور الحبيب سطع على ظلمتها وكشف جحور الظلام والموت الذى فى داخلها ولكنها عاجزة عن تغير جلدها عاجزة عن الخروج من كيانها التى عاشت به واعتادت عليه .
ولهذا انفجر فى قلبها ينابيع من الدموع بللت بها قدمي حبيبها تصرخ بدموعها هل ممكن أن تنقذني وتخلق في قلب جديد وفكر جديد ومشاعر جديدة نظيفة غير ملوثة ؟
وكانت عندما ترفع عيناها التى غرقت فى دموعها وتنظر الى من أشتهي أن يري عيناها هذه التى تصرخ من نجاسة نفسها وتتضرع للخلاص من أثمها .بل الذى قد أنغلب منهما حينئذا تجد رجاء وأمل تفرح لانها لم تذق طعم الرجاء من قبل لم تعرف معني الأمل بسبب الحصون من الشر الذي تحصن بها الشيطان داخلها فتود لو انغلقت عيناها عن رؤية نفسها التى حصنها الشيطان له وتنظر باستمرار نحو حبيبها الذى صار لها أمل قوي فى الخلاص والخروج من حصون الموت الى حرية الحياة.
ولهذا أطالت السجود تحت قدمي حبيبها تصرخ وتتضرع له أن يُنقذها ويُخرجها من قبضة عدوها الذى كان قد تمكن منها بشكل غير عادي.
ومن هنا عرفت معني التوبة أنفتح فى قلبها طريق الصراخ والانسحاق تحت قدمي يسوع ,وعلى الرغم من عتمة الاختبار ومرارة العبودية التى كانت تمرر عليها كل حياتها ,ولكن تكون فى نفسها لذة بسبب أن انسحاقها أمام المسيح واعترافها بصراحة بسقوطها التام وانحدار جميع تصوراتها وظلمة قلبها ,هذا جعل حبيبها تحن عليها أحشائه وحينئذا بدأت تنسكب محبة المسيح فى قلبها .
ومنذ بداية انسكاب محبة المسيح فى قلبة تذوقت الفرح ودب فى جميع أرجاء قلبها الرجاء وهكذا صنعت محبة المسيح فى داخلها ما لايمكن أن تصنعه أي قوة فى الوجود مهما كانت عظمتها !!
ولهذا مع بداية إنسكاب حب المسيح فى القلب على الفور أخذت تتراجع قوي الشر فى داخلها .فلم تستطيع حصون الشيطان القوية جدا فى داخلها على الصمود كثيرا أمام ينبوع الحب الالهي الذى أنفجر فى داخلها .
وتطهرت بالحب وأنهدمت الحصون الشيطانية التى لم تتصور ابداً أنه كان من الممكن أن تُهدم ولكن قوة حب المسيح فى القلب أعظم قوة فى الوجود يمكن أن تسكن النفس ,ولايمكن أن تقف أمام قوة حب المسيح أي قوة مهما تعظمت.
ومع استقرار الحب فى داخلها الذى غيرها وجعلها خليقة جديدة ارتاحت العروس وصارت فى سلام واطمئنان وعاد الشيطان واستغل ضعفها واطمئنانها وخدعها هذه المرة عن طريق جسدها فجعلها تتراخي وتقبل النوم على الرغم من يقظة قلبها .
ولم يرتاح قلب العريس عندما وجدها قد نامت وتركت يقظتها ضد العالم وملذات العالم نامت وارتخت يدها عن الجهاد فى الصلاة والمثابرة على التسبيح بتهليل لحبيبها .
ولانه محبة لا تبرد أبداً من نحوها حتى ولو بردت محبتها هي لهذا حاول أن يوقظها بنغمة حبه ونداء حنانه ولكن كانت قد استغرقت في النوم والثبات ,بل رفضت أن تستيقظ بحجة أنها خلعت ثوبها وارتاحت فى نومها ,بل اظلم فكرها واعتقدت أنها قد صارت طاهرة بذاتها وتُريد أن تُحافظ على نقاوتها فهي لا تُريد أن تفتح لينبوع الطهارة خوفاً أن تتسخ أقدامهاً!!!
فماذا يفعل الحب الالهي العجيب فى قلب عروسه هذه الذي أصابه البرود والفتور فنامت وتركته فلم يجد مفر في أن يُدخلها من جديد فى حضور حقيقي ليوم أعلان حبه الأبدي لها يوم زفافه ولباس أكليل حبه لها ,فهو يعلم أن هذا اليوم هو قمة أعلان حبه لها وبذله من أجلها وهي لا تحتمل أبداً رؤية هذا اليوم من جديد وتستمر فى النوم بل حتى لو كانت لم تنم بل ماتت فعلا,,, فالدخول فى ذكره حبة لهذا اليوم الذى مات فيها عنها يستطيع أن يُقيمها من الموت بمنتهي السهولةو ليس فقط أن تقوم من نومها .
فأراد أن يمد يده ليصلب عنها من جديد حتى تستيقظ من رقادها الذي جرح قلبه ولهذا : حبيبي مدّ يده من الكوّة فانّت عليه أحشائي
(مد حبيبي يده من كوة الباب، فتحركت له مشاعري،)
مد الحبيب يده من جديد وأثار الحب الفائق مازال أ ,نظرت العروس فوجدت يد حبيها وفيها أثار ثقب مسامير الحب الإلهي ,خرج شعاع النور من بين الثقب الذى في يدي حبيبها وسقط على عينيها التى قد تثقلن بالنوم الشديد فانفتحت على الفور فنهضت بسرعة من رقادها .
خرجت من ثقب يدي الحبيب نسمة حب دافئة استقرت فورا في قلب العروس فأذب برودة قلبها فاستيقظت على الفور .
بمجرد أن مد الحبيب يده على مثال الصليب دخلت العروس على الفور فى حضور حقيقي ليوم الصليب فأنت عليه أحشائها ,فهي لا تنسي أبدا يوم الصليب فكل ثانية حاضرة عندها
كل موقف مستقر فى قلبها هي كانت ساهرة معه طول الليل وهو يُحاكم لا تنس الاتهامات التى وجهت له فهي تعرفها لانها هي أعمالها كلها !!
لا تنس أبداً الأصوات التى تعالت تطلب قتله وصلبه وهي أصوات جميع من فعل معهم رحمة صرخت بكل ما فيها من قوة تُحاول أن تُسكت أصواتهم أو تحاول أن تُذكرهم بما فعل لهم او تترجي قلوبهم أن ترحم .
ولكن صوتها تلاشي بين ملايين الأصوات القوية وعندما أنعدم صوتها سقطت تبكي بحرقة ظلم من فعل بهم رحمة وانهارت في البكاء حتى أن يسوع حبيبها التفت نحوها وهي تُحاول أن تسد أفواه من يصرخ لصلبه ,وهمس في أذنها قائلاً :
اتركيهم يا حبيبتي لان صلبي سوف يخلصهم ويُخلصك أنا أنظر لصراخهم ليس عداء بل احتياج للخلاص فهم يطلبون ما قد أتيت من أجله , وما قد ولدت لكي أفعله
لهذا قد ولدت انا ولهذا قد أتيت الى العالم يو18 : 37.ورغم فداحة الصليب ولكن أقبله بسرور طاعة لابي ومحبة فيك .
لقد حضر هذا على الفور أمامها بمجرد أن مد يده حبيبها ولهذا استيقظت مسرعة .بل مجرد أن تحرك ظل يده وجاء عليها قامت على الفور فظل يده يوم الصليب مازال حافر في قلبها عمق حب لا يمكن أن ينتهي .
فهي قد جلست تحت ظل يده الممدودة فوق الصليب من وقت الساعة السادسة حتى وقت الساعة التاسعة وكانت هذه هي شهواتها التى كانت في قلبها العمر كله أن تجلس تحت ظل صليبه :
كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين.تحت ظله اشتهيت ان اجلس نش 2 : 3
لقد تحقق حلم عمرها كله وشهوتها وجلست العروس تحت ظل يسوع وهي لا تنسي ابداً هذه الساعات التى جلست فيها تحت ظل الصليب تتفرس في وجه يسوع المجهد الشاحب الذي بدي عليه علامات الموت ,كانت فى دهشة وحيرة مما تري وتعجب ليس له مثيل مما تشعر .
فهي تري الموت يتسرب الى حبيبها ويقترب جدا منه ,بينما ظله تشعر فيه بقوة وسلام ابدي فهو لم يكن ظل لنور كخيال لان هذا الوقت كله كانت ظلمة على الأرض كلها: وكان نحو الساعة السادسة.فكانت ظلمة على الارض كلها الى الساعة التاسعة لو 23 : 44
بل كان ظل للحياة الابدية التى هي يسوع الحبيب ولهذا كانت تحلم عبر عصور الموت السابقة أن تجلس في ظل يسوع لان ظل يسوع هو ظل الحياة الابدية
وتحقق الحلم وجلست من الساعة السادسة حتى التاسعة والظلمة تُغطي الأرض كلها بينما ظله العجيب يُنير قلب العروس ويملئها بالحياة تذوقت طعم الحياة التى كانت تحلم بها عندما جلست تحت ظله .
ولهذا كانت في دهشة ما بعدها دهشة تري الموت ينسحب علي وجه حبيبها ,بينما تشعر بالحياة الابدية الحقيقية تنسحب بقوة الى داخلها بسبب جلوسها تحت ظله !!
لقد انفتحت بصيرتها فى هذه الساعة العجيبة وشاهدت ما شاهده الأنبياء قديما بل نظرت ما سوف يعيشه الأبناء حديثاً !!!!!!!
فنظرت كيف طيور السماء وقد عششت بفرح وسلام فى أغصان الصليب عندما شعرت هي أيضا بالسلام الأبدي الذي شمل الأرض كلها .وحتى نظرت جميع حيوانات البر والتى لاتجد أمان وسلام فى أي مكان علي الأرض لتلد أولادها .ولكنها وجدت تحت فروع الصليب قمة الأمان فولدت أولادها .
وأخيراً نظرت العروس جميع الأمم المنبوذين والمرفوضين بسبب نجاستهم جاءوا جميعاُ وسكنوا جميعاً تحت ظله :
وعششت في أغصانه كل طيور السماء وتحت فروعه ولدت كل حيوان البر وسكن تحت ظله كل الأمم العظيمة. حز 31 : 6
تحت ظله كان المكان الذي توعدوا على اللقاء فيه منذ قديم الزمان لكي يُحقق لها حلم حياتها بالزفاف والاقتران به إلى الأبد ,الساعة السادسة كان الميعاد ,كانت تنتظر هذه الساعة لعروس تحلم بيوم زفافها وساعة انضمامها إلى حبيبها .
لم تكن تتوقع أن تكون هذه الساعة بهذا المجد تأكدت أن حبيبها كله مجد كله عجب أعماله غير أعمال كل البشر ,فساعة زفافها والتى هي ساعة زفافه وهي يوم فرح قلبه يوم عرسه :
وانظرن الملك(يسوع) سليمان بالتاج الذي توجته به امه في يوم عرسه وفي يوم فرح قلبه نش 3 : 11
قد اختصرت كل الزمان وجمعت كل أحداث الماضي وعالجت وشفت كل أمراض الماضى ما حدث فى وقت الساعة السادسة صار حاضر لا ينتهي في قلب العروس
صورة وجه يسوع المعلق على الصليب وقد ارتسمت عليه علامات الموت لا يُفارق قلبها وأيضا فى نفس الوقت قوة ظله الذى أخترق فيها الموت وملئ قلبها بالحياة يُرافق شعورها .
من خلال وجه يسوع الذى ارتسم عليه الموت خرجت الحياة وانتقلت الى نفس العروس ,فهو قد ترك نفسه للموت_ وهذه معجزة جميع المعجزات_لكي يُظهر الحياة التى فيه وتخرج منه لتستقر داخل العروس
ولهذا ما حدث للعروس في وقت الساعة السادسة لم ينتهي ولن ينتهي فيها الى الابد ,فلقد انتقلت هي من الموت الى الحياة الابدية عندما قبل هو أن يدخل الموت بإرادته
وهو الذي لا يمكن أن يعرف الموت ,.
هذا الذي جعل العروس تستيقظ فورا عندما مد حبيبها يده من الكوة هذا الذي حرك أحشائها وأخرج أنينها مع كل حركة من زفيرها ,هي نامت فلم يستطيع أن يُحرك أحشائها غير يد الحبيب الممدودة علي الصليب .
هي اليد التى أمتدت لها وعليها أثار الحب المشتعل فأمسكت بها فأخرجتها من حصون العدو الشرير الذي كان قد أطبق عليها فى ماضي حياتها .
هي اليد التى امتدت لها من الكوة التى كانت محاطة بشبكة من الحديد وهذه الكوة كانت هي المنفذ الوحيد للحصن القوي الذي أقامه العدو حولها ولا تستطيع أن تخرج من الكوة ولا يستطيع أي أنسان أن يدخل اليها من الكوة ,ولكن يد الحبيب المثقوبة حباً هي التى امتدت لها من الكوة فأخرجتها بقوة واقتدار عجيب .
ومنذ ذلك اليوم ويوم الصليب هو كلمة السر في قلب العروس أي ضعف أو أي أنحراف في طريق العروس الشفاء منه هو في الرجوع الى الصليب ويوم الصليب الذي لم تغرب شمسه ولن تغرب ابداً في قلب عروسه ,أي برود فى قلب العروس او أي خوف يتسلل الى نفسها الخلاص منه هو في الجلوس تحت ظل الصليب الذي لا يتغير .
فالجلوس تحت ظل الصليب مستمر وهو الذي ربط كيان العروس بعريسها ارتباط حقيقي وليس عاطفي أعلي ملايين المرات من الرباط الجسدي بين الزوج والزوجة والذي يكون بيد الله .
فالاتحاد الحقيقي الذي حدث بين العريس وعروسه والذي تم إعلانه بكل وضوح يوم عُرس العريس في وقت الساعة السادسة عندما أخذ العريس مكان عروسه على الصليب ,بكل الحق نتيجة أخذ طبيعتها الكاملة والاتحاد بها بصورة فعلية ,فتكلم بلسانها وقبل عنها الحكم بالموت والتى كانت مستحقة له .ولم يُقدم فيه نقض بل قبله بكامل إرادته وقبل كل حيثياته من الم ومهانة وعار بل ولعنة ومات كل هذا تم أمام عين العروس وحفر وعمق الحب في قلبها الى أعمق عميق .
كانت تنظر وتتعجب فقد شاهدت بعينها كل ما يجب أن يأتي عليها من عقاب وموت وأهانه فائقة جدا على احتمالها ,شاهدته وهو يقبله فى جسده بدل من جسدها يقبله في نفسه بدل من نفسها ,قاست نفسها وإمكانياتها على كل هذه الاهانات والضيقات والشتائم والميتات وتوابع الميتات فوجدت نفسها أقل جداً منها ولا تستطيع أن تحتمل أقل شيئ منها فعرفت جوهر حبه من نحوها بما لا يُقاس بعقل او منطق او أي تعبير فى الوجود كله ,فهو الذي قبل عنها جميع نتائج الخطية والسقوط والموت الذي كان عليها ,ولانه عارف أنها لاتستطيع أبداً أن تقع تحت هذا الالم والعقاب والموت فوضع ذاته بالحب عنها وأمام عينيها فنظرت عقابها يقع عليه نظرت لعنتها يأخذه عنها وشاهدت الموت الذي كان يجب أن تقبله يعمل فيه وفي جسده وحتى أن أسلم الروح أمامها وهي مندهشة لان الحياة انفجرت في كل ربوع كيانها بمجرد أن سري الموت في جسده !!!
فأنفتح ذهنا على الفور وأدركت سر الاتحاد الحقيقي الذي صار بينها وبينه وارتفع فكرها وقلبها جدا ليُناطح عنان السماء ,فهذا الرباط وهذا الاتحاد ليس عاطفي او بالفكر والتأمل بل بيد وقوة الخالق المبُدع الروح المحيي ووجدت أن هذا الاتحاد الذي صار بينه وبين طبيعتها قد يبث في داخلها بشكل سرائري جدا وعالي عن الفهم البشري نوع من التآلف مع طبيعته الخاصة فلم يعد الامر أنه إلهها فقط وهو كذلك ولكنها صارت بنوع ما وبقدرته الفائقة شريكة في طبيعته!!
كما يحمل الأصل الغصن وينقل اليه الحياة التى فيه صار يحملها ويُغذيها فوجدت أنها يمكن أن تتمتع بما في طبيعته وتتذوقه بسر المحبة ,تتمتع بما في طبيعته الكائنة فيه وهذا فوق مستوي أحلامها فهو قد صار فيها وهي فيه بكل ما تُعنيه هذه الكلمة لا بالعواطف والتصورات الفكرية النظرية بل بالحق واليقين والبرهان العملي من التمتع بما في طبيعته من قوة خارقة عن طبيعتها !!
وهذا هو كلام القديس كيرلس الكبير يؤكد هذا الاتحاد قائلا:
( كما أن أصل الكرمة يُغذي الاغصان ويُضفي عليها التمتع بصفاته الطبيعية الكائنة فيه ,هكذا أيضاً ابن الله الوحيد الكلمة ,يبث في القديسين ,بنوع ما ,تألفا مع طبيعته الخاصة علي قدر ما قدر صاروا متحدين به .......
فأن المخلص نفسه يقول : ’من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه ’
وهنا يليق بنا أن نلاحظ علي وجه الخصوص أن المسيح يقول أنه سيكون أنه سيكون فينا ,ليس فقط بارتباط يتم عن طريق العواطف ,بل مشاركة طبيعية ,فكما أنه إذا عجن أحد قطعة شمع بقطعة شمع أخري وصهرها بالنهار يجعلهما واحداً ,هكذا أيضاً بواسطة المسيح ودمه الكريم يكون هو فينا ونحن أيضاً فيه متحدين )
ق : كيرلس الكبير علي شرح أنجيل يوحنا 15 : 1
وهكذا حنت أحشاء العروس علي عريسها عندما دخلت في حضور يوم الصليب ولمست قلبها بعض إحداث الحب الإلهي التي تمت في يوم الصليب وما أكثرها وهي كلها محفوظة في قلبها ولا يمكن أن تتركها أو يصيبها أي تغير ولهذا قامت بعد نومها غير المناسب علي الفور وحنين أحشائها يدفعها الى الحبيب ولكن لانها قبلت أن تنام وارتاحت فى نوم ليس من الله ودخلت راحة مُزيفة ترك هذا أثر سيئ في نفسها وأحدث نوع من التشويش في فكرها فكان لابد للعريس أن يُعالج أثار نومها ويعود فينير لها فكرها ويطرد ما تعلق به من الراحة المُزيفة .
ولهذا كان لابد من تدخل من نعمة الحبيب في لفت نظر العروس للفكر المريض الذي تسلل الى داخلها بسبب قبولها راحة هي ليست من الحبيب , وما أصعب العلاج على نفس العريس اولا ثم علي نفس العروس ,فكان من الضروري أن يحجب الحبيب حضوره عنها فتطلبه فلا تجده على الرغم من أنه أمامها ويُراقب جميع تحركاتها!!
فهي عندما حنت عليه أحشائها بعد أن حنن قلبها بيده الممدودة من الكوة قامت على الفور من نومها ولكنها صنعت شيئاً يدل على تلوث فكرها وانحرافه بسبب قبول الراحة من ذاتها ومن خداع جسدها وليس من الله . فبمجرد أن شعرت بالحنان يسري فى داخلها نحو حبيبها عندما نظرت يده ممدودة من جديد أمامها
قمت لأفتح لحبيبي ويداي تقطران مرّا وأصابعي مر قاطر على مقبض القفل. , فتحت لحبيبي لكن حبيبي تحول وعبر.نفسي خرجت عندما أدبر.طلبته فما وجدته دعوته فما أجابني
((فنهضت لأفتح له بيدين تقطران مرا(عطر)، وأصابع تفيض عطرا على مزلاج الباب. , فتحت لحبيبي، لكن حبيبي كان قد انصرف وعبر ففارقتني نفسي حين ابتعد. بحثت عنه فلم أجده، دعوته فلم يجب))
لقد خدعها الشيطان وبث فيها فهم خاطئ تسبب فى تحول عريسها عنها ليس لانه غضب منها أو أنه رفضها بل تحول عنها وقلبه كله حزن ,تحول عنها وهو مشتاق اليها ويُريدها ولكن صنع هذا من أجل حبه لها فكان لابد أن يتحول عنها ولكن لماذا حدث هذا التحول رغم أنها قامت لتفتح له ؟
السبب العجيب أنها أرادت أن تُزين نفسها وتُعد ذاتها بنفسها له ,أنحدر فكرها وتلوث ربما باحتكاكها مع فكر العالم فقامت لتصنع لها بر ذاتي وطهارة وجمال شخصي ذاتي لكى تُرضيه ولهذا
عطرة يديها بالمر وهو نوع من العطر التى كانت تستخدمه النساء قديماً وهو يدل على أعمال بشرية بغرض أنها تُرضى الله ,بل أعتقدت أنها بكثرة الاعمال الخيرة التى تصنعها بيديها سوف تجلب العريس وتُرضيه ولهذا قالت أصابع تفيض عطراً
هذا هو فكر الانسان الذى صار مريض أذ أنه يظن أن رحمة الله وحبه يأتي عن طريق عمل الأعمال الصالحة الذاتية ,وينسي أن الصالح هو الله ومصدر كل صلاح هو الله.., ولا يُسر بأعمال الإنسان الذاتية بل هي تجعله يتحول ويعبر عن النفس ولا تستطيع أن تراه طالما هو يري أعمال ذاته !!
نعلم أن الإنسان لا يتبرر بإعمال الناموس بل بإيمان يسوع المسيح آمنّا نحن أيضا بيسوع المسيح لنتبرر بإيمان يسوع لا بإعمال الناموس.لأنه بإعمال الناموس لا يتبرز جسد ما غل 2 : 16
لقد دخل فكر غريب الى عروس المسيح هو فكر الذين في العالم ,فقد أعتقدت أنها سوف تقترب منه عندما تصنع بعض الاعمال الناموسية فتحصل على البر ولكن الناموس غير قادر علي التبرير بل هي أخذت بر المسيح عن طريق النعمة وتبررت
بالنعمة وليس بأعمال الناموس:
قد تبطلتم عن المسيح ايها الذين تتبررون بالناموس.سقطتم من النعمة غل 5 : 4
فالعروس لانها ظنت أنها من الممكن أن تعمل بعض الاعمال الخيرة وبالتالي تظن أنها سوف تصبح جميلة في عين حبيبها وكلما أكثرت في الاعمال تزينت أكثر فتقدم الي حبيبها معتمده علي برها الذاتي وبعض الاعمال الصالحة المصنوعة بفكرها فوجدت الحبيب تركها وعبر عنها.
ياللعجب وهي سوداء وملطخة بالخطايا يأتي هو اليها ويُناديها حبيبتي سوداء وجميلة ويقبلها في حضنه وينعم عليها ببره وقداسته ,بينما عندما حاولت أن تُزين نفسها ببعض الأعمال الذاتية الصالحة تحول عنها وعبر,هذه هي النفس البشرية الكبرياء الذى تولد فيها من العصيان وفكر الشيطان يجعلها لا تُصدق أن الله يمكن أن يقبلها بدون مقابل منها ,يجعلها لا تعتقد أنه من الممكن أن أذهب ليسوع كما أن بما في داخلي من خطايا وأوجاع ,اظن أنه لابد أن أبرر نفسي اولا بأعمال الناموس حتى يقبلني الله !!
لان جميع الذين هم من اعمال الناموس هم تحت لعنة لانه مكتوب ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به. غل 3 : 10
وعلي هذا كان لابد أن يتركها العريس وهو حزين جدا عليها وربما قلبه يبكي في داخله من أجلها ولكن لابد من أن تختبر مرارة اعتمادها على برها وبر الناموس ,حتى تفيق وتري النعمة من جديد ولهذا عندما حاولت أن تطلبه فلم تجده ,عندما حاولت أن تدخل في حضوره وتدعوه بالحب فلم يجيب عليها :
فتحت لحبيبي، لكن حبيبي كان قد انصرف وعبر ففارقتني نفسي حين ابتعد. بحثت عنه فلم أجده، دعوته فلم يجب.
كانت تظن أنها قد عطرة ذاتها بنفسها وببرها الشخصي ولهذا سوف يأتي اليها الحبيب ولكنه عبر لانه هو الذي يبررها ولايحتاج الى أعمالها بل يحتاج الى قلبها المعتمد عليه بالكلية
. وجدني الحراس المتجولون في المدينة، فانهالوا علي ضربا فجرحوني. نزع حراس الأسوار إزاري عني
عندما فارقها حبيبها وحارسها الحقيقي والذي يعرف قيمتها الحقيقية أي قيمة نفسها الذي هو صنعها وليست قيمة أعمالها الذاتية ,حينئذا وجدت نفسها وحيدة في مواجهة المحيطين بها ,
كانت تظن أن أعمالها وان كانت لم تُرضي الحبيب ولكن سوف تُرضي اولاد العالم ولكن حدث العكس وفشلت حتي بأعملها التى كانت تظن أنها صالحة أن ترضي اولاد العالم المتجولون في المدينة ,فأنهلوا عليها ضرباً وجرحوها وجرحوا نفسها لانهم لا يعرفون قيمة نفسها فالذي يعرف قيمة نفسها حبيبها فقط !!
ليس هذا فقط بل نزعوا أزرارها عنها أي فضحوا جميع أعمالها لانها أعمال ذاتية ليس فيها قوة الروح ,ربما كان العريس واقف بجوارها ويُراقبها ,ربما يكون له يد قوية في تحريك كل من نزع عنها أزرارها كل هذا حبا منه لها ,وخوفاُ منه عليها ,
خوفاً أن يشجعها الحراس بأعمالها فُتصدق نفسها وتستحسن أعمال نفسها فتنس حب حبيبها !!
ولكنه رتب أن تمر بمرارة الفشل في الحياة بأعمالها المزيفة ,ورفض الحراس وجميع الناس لها وتعريتها حتى تعود وتتذكر حقيقتها وأنها بدون حبيبها والحماية به ليس لها وجود او استقرار.
فطريق تزيف الأعمال بذاتها لكسب مديح الناس وحراس الابواب والخدام قد أغلقه في وجهها حبيبها وهذا قمة الحب منه وتركها وحدها تتمرر بأنكارهم وتشهيرهم لها وتعريتها بالتمام
هذا هو الحبيب الذي وهي لا تراه وتعرف أنه تحول عنها وتطلبه فلا يُحيب لكنه هو يُراقبها ويحفظها من شر السقوط في تمجيد ذاتها وأعمالها الذاتية بل ويدبر لها الظروف لتترك أعمالها الذاتية وترفضها وتعود وتعتمد على رحمته ومحبته هو فقط لان حضنه مفتوح لها وينتظرها ..
+صلاة+
ربي يسوع حبيب نفسي الغالي يا من مددت يدك من كوة نفسي فحنت عليك أحشائي ومازالت تحن عليك بصورة مستمرة ولا تنقطع ,يكفي ياربي أن يُذكر اسمك أمام قلبي فتنسكب أحشائي ويذوب قلبي حباً
مددت يدك أيها الحبيب الي وأنا ضائع فى العالم ومستعبد لأركان العالم الضعيفة وعندما لمحت جروحك الغالية انكسر قلبي الشرير الذى تسبب في جرحك ,وجدت أيها الحبيب قوة شفاء غير عادية تشع من بين جرح يدك ,وجدت قوة قيامة سحرية تنبعث من جروحك التى في يدك تخترق كل كياني وتحصر قوة الشر التى في قلبي وتُدينها بشدة وتطرحها خارج قلبي .
كان يكفي جدا أن أذهب وأقف متأملاً جروحك كل مرة تجرحني الخطية وتحني نفسي فأجد قوة الشفاء التى تنبعث من جروحك فتشفيني واشعر بالشفاء يملي كياني
وحتى عندما تكرر السقوط وازدادت جدا جراحات النفس بأدناس العالم وشهواته
كانت جروحك هي الحارس لي والمشجع لي على الدوام ومنعت عني الاصابة باليأس فوجدت رجاء بالشفاء من جراحات الطهارة التى دائما ما تجرح نفسي في هذا العالم مهما كانت أعماق الجروح فقوة الشفاء أعظم
ولهذا كانت يدك التى أمتدت من الكوة هي المنقذ والشافي هي التى طهرت كياني وعرفتني مذاق الطهارة الذي كان غريب جداً عن طبيعتي .فأشتهيت الجلوس دائماً تحت ظل الصليب ,بعد أن كنت أجلس فى مجالس المستهزئين بعد أن كانت لذتي هي فى ملذات الخطية والجسد!
عرفت الحياة الحقيقة والابدية يارب عندما تذوقت ظل الصليب تقابلت مع الكثير من القديسين الذي طالما سمعت عنهم عندما جلست تحت ظل الصليب ,تقابلت مع أمك العذراء التى كانت هي اول من جلس تحت ظل الصليب ,وصارت لي شفيعة مؤتمنة أمامك.
تقابلت مع القديس يوحنا الحبيب وعرفت منه سر الاتكاء على صدرك لمعرفة أسرارك ,تقابلت مع المرأة الخاطئة التى غسلت قدميك ودهنت جسدك بالطيب فعرفت لذة الجلوس تحت قدميك وتذوقت لذة انسكاب الدموع فوق قدميك ونوال قوة الطهارة الحقيقية من تقبيل قدميك والتمسك بهم .
تقابلت مع جميع الامم الذين هم كانوا وسخ العالم والمرفوضين من الجميع والذي لم يكن لهم مكان ارضي او أدبي بين الجميع فوجتهم وقد سكنوا تحت ظلك واحتموا بشخصك وصار اسمك برج حصين لهم وبعد أن فقدوا كل شيئ صار لهم كل شيئ فوجتهم متهللين وقلوبهم تسبحك على الدوام فأشتهيت يارب أن أختلط بهم وتمنيت منك أن تُعطيني مكان معهم .
كل هذا تحت ظل الصليب أما باقي الاسرار الكثيرة التى تمت تحت ظل الصليب فالسوف تُعلن في قيامة الدهر الاتي بكل فرح وتهليل امجدك واتضرع اليك أن تجعلني دائما تحت ظل الصليب امين.
__________________
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى