القديسه مدرونة الرهبه
صفحة 1 من اصل 1
القديسه مدرونة الرهبه
القديسه مدرونة الرهبه
من كتاب رهبات فى زى الرجال
كانت هذة القديسة من بنات الملوك . وقد ولدت ونمت فى قصر فخم بمكانتها الاجتماعية فكبرت فتاة مدللة لطيفة ، ولكن كل هذا الثراء لم يمنعها ان تكون متدينة لم تتاْثر بكل الامور التى كانت تحيط بها ، انة كان لها ام فاضلة تقية ، فعلمتها كيف تسير فى طريق الفضيلة والنسك والتقدم فى الشئون الكنسية وكانت الام محبة للفقراء والمساكين فكبري مدرونة على الطريق التى تعلمتة من امها ونمت فى كل معرفة روحية حتى فاقت كثيرات من بنات جنسها فى فضائلها ونموها الروحى العميق ولما كانت هذة القديسة مقتربى جدا من اللة خطر ببالها ان تذهب الى الاماكن المقدسة التى لمستها افدام المسيح لة المجد فى اورشاليم وبيت لحم والناصرة وكل الاماكن لتتمتع ببركتها لذلك طلبت من والديها ان يسمحوا لها بالذهاب الى هناك وكان والديها لا يرفضوا لها طلب ولا سيما هذا الطلب لانة مقدس .
فسمحا لها بذلك وجهزوا لها كل مايلزم للسفرواعطوها من المال ما تحتاجة اثناء السفر وايضا لتوزيعها على الكنائس التى ستمر بها اثناء الرحلة فى فلسطين ، اعدت العدة وسافرت وبرفقتها مجموعة من الجوارى ، وكانت القديسة فرحة جدا لانها سوف ترى القبر المقدس الذى دفن فية السيد المسيح ولجلجثة وكنيسة المهد التى فى بيت لحم التى شاهدت ميلاد السيد المسيح حينما ترنمت الملائكة بميلادة ، والناصرة التى فرحت بميلادة ايضا .
عاشت هذة القديسة اثناء الرحلة وكاْنها تعيش فى السماء مقتربة الى اللة بالصلوات والاصوام والتاْملات الروحية وصلت هذة القديسة الى اورشاليم ودخلت كنيسة القيامة وتباركت من كل الاماكن المقدسة التى بها ثم خرجت ومضت الى بيت لحم ومنها الى الناصرة ، فقد قضت مدة من الزمن فى التردد على هذة الاماكن ، ثم فكرت فى الخروج الى البرية لترى الرهبان المتعبدين والمتنسكين ، ووجدت كثيرين من الرهبان الاتقياء فى هذا الجبل ولاحظت ارتباطهم باللة واختيارهم الفقر والمسكنة وتجردهم من كل مقتنيات العالم ورات هدوء البرية وجمالها فاْحبت الرهبان والطريقة التى يعبدوا بها اللة وبعدهم عن العالم ، واشتهت ان تعيش القديسة هذة الحياة الروحية الفريدة وفكرت كيف يمكن لها هذا وهى محاطة بمن ولاهم ابوها لحراستها وليس لها طريقة للهرب لتلبية رغبتها ، ولما رجعت الى اورشاليم كتبت رسالتين احداهما الى والديها والاخرى الى الذين كانوا فى رفقتها قالت فيها : ايها الغلمان الاعزاء لاتبحثوا عنى لانكم سوف لا تجدونى لانى كرست حياتى للرب يسوع المسيح فلا تتعبوا فى الحث عنى وصلوا لاجلى ، لانى خارجة حيث يرشدنى اللة فى الطريق الية ، وكتبت الى والديها تقول : صليا لاجلى لكى الرب يرافقنى فى هذا الطريق الذى اخترتة لنفسى ليساعدنى على السير فية باْجتهاد وامانة ارجو رضاكم عنى وصلواتكم من اجلى حيث ان اطيع اللة القائل من احب ابا او اما اكثر منى فلا يستحقنى ، سامحونى وتغاضوا عن جهلى ، وكتبت الرسالتين ووضعتهما فى ثيابها وابلغت من معها انها ذاهبة كى تصلى فى كنيسة القيامة ، وعندما ارادوا العسكر المضى معها رفضت متعللة بانها لا تحب الرسميات ودخلت كنيسة القيامة صلت بلجاجة وتضرعت الى اللة ان يرشدها كيف تسير وماذا تفعل ، ثم خرجت من كنيسة القيامة وللوقت ذهبت الى اريحا وخرجت الى البرية فاْرشدها الرب ان تمضى الى رجل شيخ قديس ناسك يسكن البرية منذ زمن طويل ولما وصلت الية سجدت بين يدية وعرفتة قصتها من اول ماخرجت من بيت ابيها وارادت ان تسترشد بة كيف تعيش فى البرية وماذا تفعل وطلبت باْجتهاد عظيم وتوسلات ان يلبسها زى الرهبنة وبعد ان تردد هذا الشيخ لما راها انها من بنات الملوك خاف عليها من وعورة المعيشة فى البرية وعوامل الطبيعة من برد وحر ، ولكنة البسها زى الرهبنة بعد ما راها متمسكة جدا بهذة الحياة الصعبة وقال لها : اين تذهبى الان يا ابنتى ، فقالت لة : الى الموضع الذى يختارة لى الرب فدخلت البرية ولبست زى الرهبان الرجال وسكنت فى مغارة وحدها محفورة فى الصخر وعاشت ناسكة متعبدة للرب يسوع بكل ما تملك من جهد واضنت جسدها فى السهر والزهد والنسك واميطانيات المتوالية حيث اصبحت مثل الخشبة المحروقة وكانت تقتات من حشائش الارض ومن مياة الامطار ولما راْها الة ثابتة فى ايمانها ارسل لها الطعام مثلما كان يحدث مع الانبا بولا اول السواح .
قال عنها كاتب سيرتها وهو القديس يوحنا وهو كان كاهنا ( ذهبت مرة الى مغارة رجل سائح كنت اعرفة فاخذت معى بعض الخبز وذهبت لافتقدة فبحثت عنة كثيرا فلم اجد المغارة لانى تهت عنها حيث انى من زمن بعيد لم اراة وفيما انا اطوف فى البرية وجدت اثر قم صغير فقلت هل هو قدم طفل ام قدم امراة .
ومن ياتى الى البرية من مثل هذا ، فصليت الى اللة كى يرشدنى واصل اى صاحب هذا الاثر فرايت من بعيد ضوء بسيط ينبعث من مغارة فذهبت الية ووقفت على الباب وقلت اغابى كعادة الرهبان لكن لم يجيبنى احد فررت القول فخرج لى راهب عجوز عبارة عن هيكل عظمى ولكن وجهة يضىْ كالشمس فقلت لة بارك على يا ابى فلم يجب بكلمة ولما وجدتة لم يكن لة لحية فقلت لنفسى اهذة امراة ؟ ان كان كذلك ما الذى اتى بها الى هذا المكان الموحش .
فعلمت مابفكرى فالت : لماذا تهتم فى قلبك بمعرفة من اكون وماذا يهمك من امرى ، الحقيقة انا امراة كما زعمت فى داخلك ، فتضرع اليها ان تحكى لة قصتها ، فبدات تحكى لة قصتها فقالت : انا من بنات احد الملوك ولى فى هذة البرية 40 عاما واهتم بى الرب يسوع ولم يتركنى ساعة واحدة وعشت فى بداية حياتى على بعض الخبز ثم بعد ان نفذ الخبز منى عشت على نبات البرية فكان اللة يجعلة مذاق جيد فى حلقىفلم اعرف طعم مرارتة ثم بعد ذلك افتقدنى الرب بغذاء سمائى وحقيقة الامر انا لا استحق كل هذا منة ولكن مراحم الرب كثيرة ، وبعد ان فرغت من الحديث عن قصتها صلت وطلبت ان يكمل جهادها بسلام وتنتهى ايام غربتها بسلام فتعجبت انا يوحنا كيفان هذا الاناء الضعيف يستطيع ان يعيش فى البرية وشكرت اللة الذى دائما ما يهتم بالقديسين ولا يغفل عنهم ابدا ونظرت الى نفسى وقلت ويحى انا الشقى انى لم اصل بعد الى ماقد وصلت الية هذة القديسة البارة .
قدمت لها بعض الطعام من الذى كان معى فلم تتناول منة شيىْ وشكرتنى وطلبت منها ان تباركنى فاْبت وطلبت منى ان اباركها انا وشددت على ان اعود مرة اخرى وحددت اليوم الذى اعود فية ثم خرجت من المغارة وذهبت الى مغارتى اقمت بها عدة ايام ثم بعد ذلك ذهبت اليها فى الميعاد الذى حددتى لى وكان اليوم الرابع عشر من شهر هاتور وعندما ذهبت الى مغارتها سمعت صوت ملائكة بالتسبيح فدخلت اليها فوجدت القديسة ساجدة على الارض وقد فاضت روحها الطاهرة فواريت جسدها فى التراب ثم قال لى احد الملائكة اذهب واكتب سيرة هذة القديسة حتى يقرئها كل الاجيال القادمة .
بركة صلواتها فلتكن معنا امين
مينا- عدد المساهمات : 72
تاريخ التسجيل : 18/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى