اااااااااااااااااااااااااالأبدية
صفحة 1 من اصل 1
اااااااااااااااااااااااااالأبدية
حياة الإنسان الأرضية المحدودة، إذا ما قيست بالأبدية غير المحدودة، فإنها تزول إلى صفر كأنها لا شئ
ومع ذلك فالناس يهتمون بحياتهم على الأرض، كما لو كانت هى كل شئ بالنسبة إليهم يهبونها عواطفهم ووقتهم وجهادهم، ويضعونها فى المكان الأول من قلوبهم
سواء كانت حياتهم هم على الأرض، أم حياة أحبائهم، أو أقربائهم أو أصدقائهم أو معارفهم
وفى كل هذا ينسون أبديتهم، وأبدية هؤلاء
لكى تهتم بالأبدية، لابد أن تقتنع بها وتفكر فيها، وتعمل من أجلها بكل جهدك، وتجعلها تشغل قلبك
إن الكنيسة المقدسة تجعل هذه الغاية أمامنا فى صلوات الأجبية، وبخاصة فى قطع النوم ونصف الليل وأيضاً فى قطع الغروب، وفى كثير من المزامير المستقاة
كل هذا، ليكون هذا الموضوع فى ذاكرتنا باستمرار
هذا الذى من أجله قال السيد المسيح: (ماذا يستفيد الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ؟!)
وقال بولس الرسول: ونحن غير ناظرين إلى الأشياء التى ترى، بل إلى التى لا ترى لأن التى ترى الآن، عاش آباؤنا القديسون فى حياة التجرد، وفى الموت عن العالم، وركزوا كل قلوبهم وعواطفهم فى محبة الله وحده، مشتاقين إليه وإلى الحياة الدائمة معه وهكذا بدأوا طريقهم نحو الأبدية والانطلاق من هذا العالم، ونالوا مذاقة الملكوت
الذى يعمل لأبديته، لا يحب العالم ولا الأشياء التى فى العالم، موقتا أن العالم يبيد وشهوته معه
والذى يعمل لأبديته، يسلك دائماً بتدقيق فى كل شئ، لئلا يفقد إكليله، بخطأ أو تهاون
والذى يعد نفسه للأبدية، يفكر كثيراً فى العالم الآخر، فى الله وملائكته وقديسيه، فى مسكن الله مع الناس، فى أورشليم السمائية، فى انطلاق الروح من ثقل الجسد، ويرى أن هذا أفضل جداً فيشتاقه
مينا- عدد المساهمات : 72
تاريخ التسجيل : 18/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى