شبهات وهمية حول الكتاب المقدس .. للقس منيس عبد النور
صفحة 1 من اصل 1
شبهات وهمية حول الكتاب المقدس .. للقس منيس عبد النور
[size=21] (1) ما هو التناقض؟
التناقض هو القول بوجود شيء وعدم وجوده في وقت
واحد وبمعنى واحد. وهو القول باجتماع صفتين متناقضتين في شخص واحد. وهو
القول إن أمراً ما صادق وكاذب معاً. وقد قال أرسطو: «يستحيل القول بوجود
صفة وعدم وجودها في شخص واحد، في وقت واحد، وبمعنى واحد». فإذا ثبت مخالفة
مبادئ هذا التعريف في أية عبارة فلا بد من الحكم بوجود تناقض فيها.
(1) «يستحيل القول بوجود صفة وعدم وجودها في شخص
واحد». وقد يكون أمراً غير قابل للتصديق (مع كونه صحيحاً) أن الناس
يتوهَّمون وجود تناقض بين عبارتين، ويغيب عن ذهنهم إن كان المقصود
بالعبارتين شيئاً واحداً أم لا. ففي أعمال الرسل 12 يُقال إن هيرودس قطع
رأس «يعقوب». وبعد هذا ببضع سنوات انعقد المجمع الرسولي العام (أعمال
الرسل 15) وكان «يعقوب» أحد المتكلمين فيه. فيكون هناك تناقض إن كان يعقوب
هو نفس الشخص المذكور في الأصحاحين. أما إن كان هناك شخصان يحملان نفس
الاسم فلا يكون هناك تناقض. وكل من له ولو معرفة بسيطة بالعهد الجديد يعرف
أن يعقوب أعمال 12 هو يعقوب بن زبدي، بينما يعقوب أعمال 15 هو يعقوب بن
حلفي. فيتلاشى التناقض الظاهري لأن الأصحاحين يشيران إلى شخصين مختلفين.
(2) «يستحيل القول بوجود صفة وعدم وجودها في وقت
واحد». قد يبدو وجود تناقض بين عبارتين بسبب عدم ملاحظة الزمن المقصود.
ففي تكوين 1 يُشار إلى إكمال الخليقة كحقيقة واقعة، بينما تكوين 6 ينفي
هذا الإكمال. فقال بعضهم إن سفر التكوين يناقض نفسه. ولكن سواء بتعمُّد أو
بغير تعمُّد، فاتهم أن الإكمال المُشار إليه كان بعد الخلق مباشرة، بينما
العبارة التي تنفي هذا الإكمال تشير إلى الزمن السابق للطوفان. كم يكون من
الجهل أن يُقال إن ما كان يصْدُق عن بلادنا منذ ألفي سنة مثلاً يجب أن
يصدُق عنها اليوم!!
(3) «يستحيل القول بوجود صفة وعدم وجودها بمعنى
واحد». كثير مما يُقال له تناقض يبدو واضحاً إذا روعيت هذه العبارة.
كثيرون من غير المؤمنين يقولون بوجود اختلاف بين كلام المسيح عن يوحنا
المعمدان وكلام المعمدان عن نفسه، فقد قال المسيح عنه: «إن أردتم أن
تقبلوا، فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي» (متى 11:14) بينما يوحنا المعمدان
نفسه في ردّه على سؤال رسُل الفريسيين إن كان هو إيليا أم لا، أجاب: «لستُ
أنا». فإحدى العبارتين تقول إن يوحنا المعمدان هو إيليا، والأخرى تفيد عكس
ذلك. فهنا يبدو لأول وهلة تناقض صريح. ولكن على القارئ أن يفحص إن كان
للعبارتين معنى واحد أم لا. فلم يقل المسيح عن يوحنا إنه نفس إيليا النبي
القديم وقد رجع إلى الأرض، ولكنه يقول إنه إيليا الذي كان مزمعاً أن يأتي.
يعني «إيليا» المتنبَّأ عنه، أو «سابق المسيا» (كما جاء في ملاخي 4:5).
أما يوحنا المعمدان فقد أجاب السؤال: هل هو إيليا القديم الذي عاش في عهد
أخآب وإيزابل أم لا؟ فنفى ذلك. فمن اللازم أن نراعي بدقة معنى كل عبارة.
(4) «الصفات التي تُسند إلى شخص أو شيء ما يجب
ألاّ تكون متناقضة» فالطول والقِصر مثلاً صفتان متناقضتان، والشخص لا يمكن
أن يكون طويلاً وقصيراً في وقت واحد. ولكن قبل القول بتصادم العبارتين
لأنهما تنسبان صفتين متناقضتين إلى شخص واحد أو شيء واحد، علينا أن
نتروَّى لئلا نخدع أنفسنا. يقول الكتاب
عن الله إنه نار آكلة، كما يقول أيضاً إنه رحيم، ولذا قيل إنهما صفتان
متناقضتان. كثيراً ما يكون القاضي الجالس على كرسي القضاء للحكم على
المجرمين صارماً، ولكن عند احتكاكه بالبائسين المظلومين يكون مشفقاً
لطيفاً.. ولنأخذ مثلاً آخر: يُقال في الكتاب
عن المسيحيين إنهم قديسون، ويُقال عنهم أيضاً إنهم يخطئون. فيثور السؤال:
«كيف يكونون قديسين وخطائين؟». ولكن عند الفحص يتضح أن هاتين الصفتين
تجتمعان جنباً إلى جنب. ويخبرنا الكتاب المقدس
أن المسيحي ذو طبيعتين، فهو خليقة جديدة مولود من روح الله، ولا يزال في
الوقت نفسه بطبيعته الذاتية المولودة في الخطية، أي الإنسان الجديد
والإنسان العتيق. فبحسب طبيعته الجديدة هو قديس، ولكن بحسب طبيعته العتيقة
هو خاطئ. وهنا نرى الصفتين المختلفتين الموصوف بهما المسيحي مجتمعتين معاً
(رومية 7).
(5) «القول الواحد لا يمكن أن يكون صادقاً وكاذباً
معاً». فإذا قلنا مثلاً إن يوليوس قيصر هزم فرنسا، فلا يمكن أن تكون هذه
العبارة صادقة وكاذبة. فإن قال قائل في موقف ما إن هذه العبارة صادقة،
وقال في موقف آخر إنها كاذبة يكون هذا تناقضاً منه. ويقول الكتاب المقدس إنه يوجد إله واحد، فيظهر أمامنا شيء من التناقض إذا وجدنا في الكتاب ما يفيد أن هذا التصريح صادق وكاذب، ولكننا نقول بكل يقين إن الكتاب المقدس خالٍ على الإطلاق من مثل هذا.. فعندما نسمع عن وجود تناقض في الكتاب المقدس
علينا أن نرجع إلى هذا التحديد الذي وضعه أرسطو، ونطبّق عليه كل عبارة،
فنرى في الحال أن ما يُقال له تناقض لم يكن له وجود إلا في مخيَّلة
الناقد. وعند فحص المتناقضات المزعومة، من المهم جداً أن نتذكر أنه قد
توجد عبارتان مختلفتان الواحدة عن الأخرى دون أن تكونا متناقضتين. وأغلب
الظن أن الذين يقولون إن بالكتاب المقدس
تناقضاً لم يميّزوا بين الاختلاف والتناقض. فالقول بوجود ملاكين على قبر
يسوع في يوم القيامة يختلف عن القول بوجود ملاك واحد (قارن يوحنا 20: 12
ومرقس 16: 5). وكل عاقل يرى فرقاً في العبارتين، ولكن: هل هما متناقضتان؟
كلا البتة! فإن إحداهما لا تنفي الأخرى، كل ما في الأمر أن إحداهما أوسع
من الأخرى. ولما كان القانون المشار إليه مطابقاً للعقل ومعمولاً به في
الحكم على مؤلفات البشر، حقَّ لنا أن نجعله أساساً لكل ما يُقال له تناقض
في الكتاب المقدس. [/size]
التناقض هو القول بوجود شيء وعدم وجوده في وقت
واحد وبمعنى واحد. وهو القول باجتماع صفتين متناقضتين في شخص واحد. وهو
القول إن أمراً ما صادق وكاذب معاً. وقد قال أرسطو: «يستحيل القول بوجود
صفة وعدم وجودها في شخص واحد، في وقت واحد، وبمعنى واحد». فإذا ثبت مخالفة
مبادئ هذا التعريف في أية عبارة فلا بد من الحكم بوجود تناقض فيها.
(1) «يستحيل القول بوجود صفة وعدم وجودها في شخص
واحد». وقد يكون أمراً غير قابل للتصديق (مع كونه صحيحاً) أن الناس
يتوهَّمون وجود تناقض بين عبارتين، ويغيب عن ذهنهم إن كان المقصود
بالعبارتين شيئاً واحداً أم لا. ففي أعمال الرسل 12 يُقال إن هيرودس قطع
رأس «يعقوب». وبعد هذا ببضع سنوات انعقد المجمع الرسولي العام (أعمال
الرسل 15) وكان «يعقوب» أحد المتكلمين فيه. فيكون هناك تناقض إن كان يعقوب
هو نفس الشخص المذكور في الأصحاحين. أما إن كان هناك شخصان يحملان نفس
الاسم فلا يكون هناك تناقض. وكل من له ولو معرفة بسيطة بالعهد الجديد يعرف
أن يعقوب أعمال 12 هو يعقوب بن زبدي، بينما يعقوب أعمال 15 هو يعقوب بن
حلفي. فيتلاشى التناقض الظاهري لأن الأصحاحين يشيران إلى شخصين مختلفين.
(2) «يستحيل القول بوجود صفة وعدم وجودها في وقت
واحد». قد يبدو وجود تناقض بين عبارتين بسبب عدم ملاحظة الزمن المقصود.
ففي تكوين 1 يُشار إلى إكمال الخليقة كحقيقة واقعة، بينما تكوين 6 ينفي
هذا الإكمال. فقال بعضهم إن سفر التكوين يناقض نفسه. ولكن سواء بتعمُّد أو
بغير تعمُّد، فاتهم أن الإكمال المُشار إليه كان بعد الخلق مباشرة، بينما
العبارة التي تنفي هذا الإكمال تشير إلى الزمن السابق للطوفان. كم يكون من
الجهل أن يُقال إن ما كان يصْدُق عن بلادنا منذ ألفي سنة مثلاً يجب أن
يصدُق عنها اليوم!!
(3) «يستحيل القول بوجود صفة وعدم وجودها بمعنى
واحد». كثير مما يُقال له تناقض يبدو واضحاً إذا روعيت هذه العبارة.
كثيرون من غير المؤمنين يقولون بوجود اختلاف بين كلام المسيح عن يوحنا
المعمدان وكلام المعمدان عن نفسه، فقد قال المسيح عنه: «إن أردتم أن
تقبلوا، فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي» (متى 11:14) بينما يوحنا المعمدان
نفسه في ردّه على سؤال رسُل الفريسيين إن كان هو إيليا أم لا، أجاب: «لستُ
أنا». فإحدى العبارتين تقول إن يوحنا المعمدان هو إيليا، والأخرى تفيد عكس
ذلك. فهنا يبدو لأول وهلة تناقض صريح. ولكن على القارئ أن يفحص إن كان
للعبارتين معنى واحد أم لا. فلم يقل المسيح عن يوحنا إنه نفس إيليا النبي
القديم وقد رجع إلى الأرض، ولكنه يقول إنه إيليا الذي كان مزمعاً أن يأتي.
يعني «إيليا» المتنبَّأ عنه، أو «سابق المسيا» (كما جاء في ملاخي 4:5).
أما يوحنا المعمدان فقد أجاب السؤال: هل هو إيليا القديم الذي عاش في عهد
أخآب وإيزابل أم لا؟ فنفى ذلك. فمن اللازم أن نراعي بدقة معنى كل عبارة.
(4) «الصفات التي تُسند إلى شخص أو شيء ما يجب
ألاّ تكون متناقضة» فالطول والقِصر مثلاً صفتان متناقضتان، والشخص لا يمكن
أن يكون طويلاً وقصيراً في وقت واحد. ولكن قبل القول بتصادم العبارتين
لأنهما تنسبان صفتين متناقضتين إلى شخص واحد أو شيء واحد، علينا أن
نتروَّى لئلا نخدع أنفسنا. يقول الكتاب
عن الله إنه نار آكلة، كما يقول أيضاً إنه رحيم، ولذا قيل إنهما صفتان
متناقضتان. كثيراً ما يكون القاضي الجالس على كرسي القضاء للحكم على
المجرمين صارماً، ولكن عند احتكاكه بالبائسين المظلومين يكون مشفقاً
لطيفاً.. ولنأخذ مثلاً آخر: يُقال في الكتاب
عن المسيحيين إنهم قديسون، ويُقال عنهم أيضاً إنهم يخطئون. فيثور السؤال:
«كيف يكونون قديسين وخطائين؟». ولكن عند الفحص يتضح أن هاتين الصفتين
تجتمعان جنباً إلى جنب. ويخبرنا الكتاب المقدس
أن المسيحي ذو طبيعتين، فهو خليقة جديدة مولود من روح الله، ولا يزال في
الوقت نفسه بطبيعته الذاتية المولودة في الخطية، أي الإنسان الجديد
والإنسان العتيق. فبحسب طبيعته الجديدة هو قديس، ولكن بحسب طبيعته العتيقة
هو خاطئ. وهنا نرى الصفتين المختلفتين الموصوف بهما المسيحي مجتمعتين معاً
(رومية 7).
(5) «القول الواحد لا يمكن أن يكون صادقاً وكاذباً
معاً». فإذا قلنا مثلاً إن يوليوس قيصر هزم فرنسا، فلا يمكن أن تكون هذه
العبارة صادقة وكاذبة. فإن قال قائل في موقف ما إن هذه العبارة صادقة،
وقال في موقف آخر إنها كاذبة يكون هذا تناقضاً منه. ويقول الكتاب المقدس إنه يوجد إله واحد، فيظهر أمامنا شيء من التناقض إذا وجدنا في الكتاب ما يفيد أن هذا التصريح صادق وكاذب، ولكننا نقول بكل يقين إن الكتاب المقدس خالٍ على الإطلاق من مثل هذا.. فعندما نسمع عن وجود تناقض في الكتاب المقدس
علينا أن نرجع إلى هذا التحديد الذي وضعه أرسطو، ونطبّق عليه كل عبارة،
فنرى في الحال أن ما يُقال له تناقض لم يكن له وجود إلا في مخيَّلة
الناقد. وعند فحص المتناقضات المزعومة، من المهم جداً أن نتذكر أنه قد
توجد عبارتان مختلفتان الواحدة عن الأخرى دون أن تكونا متناقضتين. وأغلب
الظن أن الذين يقولون إن بالكتاب المقدس
تناقضاً لم يميّزوا بين الاختلاف والتناقض. فالقول بوجود ملاكين على قبر
يسوع في يوم القيامة يختلف عن القول بوجود ملاك واحد (قارن يوحنا 20: 12
ومرقس 16: 5). وكل عاقل يرى فرقاً في العبارتين، ولكن: هل هما متناقضتان؟
كلا البتة! فإن إحداهما لا تنفي الأخرى، كل ما في الأمر أن إحداهما أوسع
من الأخرى. ولما كان القانون المشار إليه مطابقاً للعقل ومعمولاً به في
الحكم على مؤلفات البشر، حقَّ لنا أن نجعله أساساً لكل ما يُقال له تناقض
في الكتاب المقدس. [/size]
مواضيع مماثلة
» تفسير الكتاب المقدس {العهد القديم} للقس أنطونيوس فكرى
» معاني الأرقام في الكتاب المقدس بتبسيط
» ما هو الكتاب المقدس؟ وما هي أقسامه؟
» الكتاب المقدس المسموع كامل
» نبذه صغيره عن الكتاب المقدس, حاجات عمرك ما عرفتها !!!!!!!!!!
» معاني الأرقام في الكتاب المقدس بتبسيط
» ما هو الكتاب المقدس؟ وما هي أقسامه؟
» الكتاب المقدس المسموع كامل
» نبذه صغيره عن الكتاب المقدس, حاجات عمرك ما عرفتها !!!!!!!!!!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى