حوار خاص وشامل مع نيافة الحبر الجليل الأنبا بيسنتى أسقف كُرسى حلوان والمعصرة
صفحة 1 من اصل 1
حوار خاص وشامل مع نيافة الحبر الجليل الأنبا بيسنتى أسقف كُرسى حلوان والمعصرة
[]كتبها شريف رمزي المحامي - الأقباط الأحرار
بدأ حياته الرهبانية بدير الأنبا مقار العامر بوادى النطرون، وسيم راهباً فى 25 أغسطس 1971.
نال سر الكهنوت المُقدس فى 12 نوفمبر 1972 بدير الأنبا بيشوى، ودُعىَ بأسم "القِس بيسنتى الأنبا بيشوى"، ثم سيم أسقفاً عاماً فى 22 يونيو 1986، قبل أن يتم تجليسه على كُرسى إبراشية حلوان والمعصرة فى 29 مايو 1988..
نيافة الحَبر الجليل الأنبا بيسنتى أسقف كُرسى حلوان والمعصرة، نستعرض معه عدد من القضايا محل النقاش على الساحة القبطية.. نُرحب بنيافتك يا سيدنا
+ أهلاً بيك وبالأقباط الأحرار.
- حينما نتحدث إلى نيافة الأنبا بيسنتى فنحن نتحدث إلى السكرتير الشخصى لقداسة البابا شنودة على مدار سنوات، وفى فترة خاصة وهامة جداً فى تاريخ كنيستنا المُعاصر، قبل أن يتم تجليس نيافتك على كرسي إبراشية حلوان والمعصرة، وبالتالى فنيافتك أقدر من يُحدثنا عن هذه الفترة التى بدات بقرار التحفظ وانتهت بعودة قداسة البابا إلى مقره بالقاهرة.. ؟
+ بعد أحداث طائفية بالإسكندرية فى إبريل 1980، قررت الكنيسة عدم تلقى تهانى المسئولين بالعيد، وهو ما اعتبره الرئيس السادات تحدياً من جانب الكنيسة، والقى خطاباً هاجم فيه الكنيسة بشدة، وجاءت اعتقالات سبتمبر 1981 وقرار التحفُظ على قداسة البابا فى دير الأنبا بيشوى ليقف كل ذلك عقبة فى طريق مساعى الصُلح التى قادها عدد من الصحفيين، ورفضت الكنيسة من جانبها صُلحاً يضطرها لتقديم الكثير من التنازلات.. أما قداسة البابا فكان يعتبر فترة وجوده بالدير فترة إقامة بالجنة .
وبعد اغتيال الرئيس السادات فى 6 اكتوبر 1981 بدأ الجميع يتطلع لرجوع البابا إلى كُرسيه، لكن أجهزة مُعينة فى الدولة اعتبرت أن الإسراع فى هذه الخطوة يُعرض حياة قداسة البابا للخطر فتأجلت العودة حتى أصدر الرئيس مبارك قراراً فى 5 مايو 1985، أى بعد نحو 40 شهراً فى التحفظ، شهر واحد منها فى ظِل حُكم الرئيس السادات و39 شهراً فى فترة حُكم الرئيس مُبارك.
- شهدت الفترة الأخيرة حالة من الشَد والجَذب فى وسائل الإعلام، وترددت أقاويل وإشاعات لم يسلم منها حتى المقر البابوى..نُريد من نيافتك أولاً أن تُطمئنا على صِحة قداسة البابا، ونتائج رحلته العلاجية الأخيرة بالولايات المتحدة الأمريكية، وايضاً على استقرار الأوضاع فى المقر البابوى وموقف نيافة الأنبا يؤانس ووضعه كسكرتير لقداسة البابا بعد تولى نيافة الأنبا بطرس مهام السكرتارية.. ؟
+ نشكر ربنا صِحة قداسة البابا بخير، وفى كل مرة يعود قداسته من رحلة علاج تظهر محبة الشعب المصرى مُسلميه ومسيحيه للبابا، واعتزازهم بشخصه، والأوضاع داخل المقر البابوى والسكرتارية مُستقرة فى ظل وجود قداسة البابا.
- فى حديث سابق لنيافتك نشرته جريدة "الوطنى اليوم"، اعتبرت أن "العلمانيين ليس لهم قاعدة شعبية، وأنهم يعرضون مطالبهم بطريقة سياسية، ويستخدمون وسائل الإعلام فى الترويج لهذه المطالب، الأمر الذى ترفضه الكنيسة".. ما مدى دِقة هذه التصريحات، ورأى نيافتك فى مسألة تغيير لائحة انتخاب البابا، التى تُعتبر المَطلب الرئيسى لهذا التيار..؟
+ سياسات الكنيسة تُحددها القوانين الكنسية وقرارات المجمع المُقدس، أما العلمانيين فحتى وإن بلغ عددهم الألف شخص فلا يُمكن أن تتم مقارنتهم بملايين الأقباط الذين يُعلنون مع كل يوم جديد حُبهم وخضوعهم وولائهم للكنيسة ولقداسة البابا .
وموضوع تغيير اللائحة هو من صميم عمل المجمع المُقدس، والحديث فى هذا الأمر غير لائق فى ظِل وجود قداسة البابا -الرب يحفظ حياته- على رأس الكنيسة.
ومن يُسمون انفسهم بالعلمانيين لديهم إصرار على التدخل فى مسائل تخص سياسة الكنيسة، ويُسمون ذلك "إصلاحاً"!!، وإثارتهم لهذه الموضوعات فى وسائل الإعلام وعلى صفحات الجرائد أمر يتعارض مع فكرة الإصلاح الذى ينادون به، ويُظهر أن الهدف من إثارة هذه الموضوعات أمور أخرى.
- هل هُناك نية لدى الكنيسة للجلوس مع ممثلى هذا التيار ودراسة مطالبهم..؟
+ طالما يُصرون على مطالب لا ترها الكنيسة مُلحة فى الوقت الحالى فلن يؤدى الحوار او النقاش لأى نتيجة، فهم يطالبون بما ليس حقاً لهم.
- أحد المُنتمين للتيار العلمانى أعلن مؤخراً فى تصريحات نشرتها صُحف، أنه تَلقى عرضاً مالياً من أحد المقربين من مصادر صُنع القرار داخل الكنيسة، فى مُقابل سكوته عن المطالبة بالإصلاح والكف عن مُهاجمة القيادات الكنسية.. بماذا تُعلق نيافتك على هذه الإدعاءات..؟
+ الكنيسة عُمرها ما تشترى رضا ولادها بالفلوس، وهذا الإدعاء مرفوض موضوعياً، وحتى العقل لا يُمكن أن يَقبله .
- من بين المطالب التى يتحمس لها العلمانيين "فصل الرهبنة عن الكنيسة"، ومؤخراً خرج علينا شخص إدعى أن الرهبنة بدعة، وبدأ يروج لهذا الفِكر من خلال كُتب وأيضاً بالظهور فى وسائل الإعلام.. ما تعليق نيافتك على هذا الكلام..؟
+ الذين يُهاجمون الرهبنة يُعبرون عن أمور مُعينة فى نفوسهم تجاهها، وهم لم يفهموا سموها ولا تاملوا فضل الرهبنة على الكنيسة عبر التاريخ، أنا فصل الرهبنة عن الكنيسة فهو أمر مرفوض.
- فى مؤتمر تثبيت العقيدة الذى عُقد مؤخراً بالفيوم، كشف اصحاب النيافة الأنبا بيشوى والأنبا موسى عن "مُخطط لغزو الكنيسة القبطية بأفكار وتعاليم غريبة".. هل نجد عند نيافتك تفاصيل حول هذا الموضوع..؟
+ نيافة الانبا بيشوى سكرتير المجمع المُقدس ونيافة الأنبا موسي أسقف الشباب وعضو سكرتارية المجمع، لديهم دراية كبيرة بهذه الأمور بحكم موقعيهما وأيضاً بصفتهما مُتخصصين، وتصريحاتهم لم تأتى من فراغ.
- لم يلتقط الأقباط أنفاسهم حتى الأن بعد الزوبعة التى آثارها الكاتب يوسف زيدان بروايته المثيرة للجدل (عزازيل)، وهو مايزال يواصل دفاعه المُستميت عن روايته فى شكل سيل هجوم ضارى على الكنيسة، من خلال مقالات وتصريحات تُنشر فى الصُحف..فى رأى نيافتك، هل بالغت الكنيسة فى ردة فعلها تجاه الرواية وأعطتها حجماً أكبر مما تستحق، البعض اعتبر أنه لو لم تهتم الكنيسة بالرد ما سمع أحد عن الرواية ولا عن مؤلفها..؟
+ حينما يخرج علينا من يُحاول أن يُشوه تعاليم الكنيسة ويُسيء إلى الأباء الأوائل، فواجب الكنيسة يثحتم عليها أن تتصدى للرد، والكاتب يوسف زيدان -فى روايته عزازيل- ادعى أن أباء الكنيسة الأوائل اضطهدوا الوثنيين، والحقيقة أن الكنيسة عبر تاريخها الطويل كانت هى "المُضطهدة".
- مؤخراً تم السماح ببث عدد من القنوات الفضائية على القمر الصناعى المصرى (نايل سات)، ومن بينها قناتى "أغابى" و"سي تي في" القبطيتين.. كيف تُقيم نيافتك هذه الخطوة من جانب أجهزة الدولة..؟
+ هى بلا شك خُطوة تُحسب لأجهزة الدولة وتستحق الشكر.
- لكن فى المُقابل هناك عدد هائل من الفضائيات الإسلامية التى تُهاجم المسيحيين وتطعن فى صُلب العقيدة المسيحية..؟!
+ فى العصر الذى نعيشه لا يُمكن التحكم فيما تبثه هذه القنوات، لكن لدينا قنواتنا القبطية المتخصصة تقوم بدورها فى تثبيت الإيمان السليم، والرد على الشُبهات التى يثيرها المُشككين.
- بعض ممن يُهاجمون المسيحية يبررون ذلك بجود "قناة الحياة" وطريقة القُمص زكريا بُطرس فى عرض تساؤلاته حول الدين الإسلامى.. ما رأى نيافتك..؟
+ الهجوم على المسيحية موجود قبل قناة الحياة والقمص زكريا بُطرس .
- مكس ميشيل أيضاً له قناة فضائية ينشر من خلالها تعاليمه وافكاره.. هل يُشكل ذلك خطراً يجب على الشعب المسيحي أن يحترز منه..؟
+ عقيدة الكنيسة تنقلها قناتى "أغابى" و"سي تي في"، وشعب الكنيسة يعرف كيف يُميز بين التعليم الصحيح والتعليم المُنحرف.
- مؤخراً تم عرض عدد من الأفلام والأعمال الدرامية التى تناولت الشأن المسيحي بطريقة راى فيها البعض إساءة للمسيحية، وفى المُقابل تعهد بعض نُشطاء المواقع الإلكترونية بالرد بأفلام تتناول الدين الإسلامى، وأعلنوا عن فيلمهم الأول "زواج على سُنة إبليس"..ما راى نيافتك فى هذا الموضوع الذى يثمثل إشكالية ما بين احترام الخصوصية الدينية من جهة، وحرية الإبداع والتفكير من جهة أخرى..؟؟
+ الكنيسة مع حُرية الإبداع، لكن هذا لا يعنى الإساءة للمقدسات أو المساس بالثوابت الدينية، وبصراحة أنا شخصياً آميل إلى العمل الإيجابى أكثر من العمل السلبى، والسيد المسيح أوصانا أن نُحب حتى أعداءنا وأن نُحسن إلى مُبغضينا ونُصلى لمن أساء إلينا، والكنيسة لديها من وسائل الرد ما يتناسب مع تعاليم السيد المسيح، وفى الوقت نفسه يدحض شُبهات المُشككين.
- شهد عام 2009 عدد كبير من حوادث عنف طالت الأقباط فى مناطق متفرقة، وشهدنا اعتداءات على كنائس وممتلكات واراضى ومنازل للمسيحيين، ولعل الحادث البرز كان ذبح قبطى فى مركز الباجور بالمنوفية..فى ظِل هذه المناخ المُلتهب يَشتد الجدل بين من يعتبر ما يحدث "اضطهاد" يستهدف الأقباط بشكل عام، ومن يعتبره نوع من التمييز وليس أكثر، ومن يرى فى كل هذه الاعتداءات أنها مُجرد حوادث عادية وسلوك فردى لأشخاص.. ما راى نيافتك..؟؟
+ لا شك أن العُنف ضِد المسيحيين قد زاد بشكل ملحوظ فى الفترة الاخيرة، وهذا الأمر يدخل فى نطاق سُلطة الدولة ومسئوليتها فى الحفاظ على أمن وسلامة مواطنيها أقباطاً كانوا أو مسلمين، والتعامل بحزم مع المتطرفين لتفادى المزيد من التصعيد والصدامات.
- آلا تتفق نيافتك معى فى أن هذا الموقف الحازم قد تأخر كثيراً من جانب مؤسسات الدولة..؟؟
+ نحن مستمرون فى المُطالبة، وعلى الدولة أن تستجيب حتى يَعُم الهدوء والسلام فى المجتمع المصرى.
- مؤخراً أعلن أحد المُحامين الأقباط عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة فى 2011.. كيف تنظر الكنيسة لهذه الخطوة..؟؟
+ الكنيسة ليست ضِد المبدأ فى أن يترشح قبطى لمنصب الرئاسة، وحتى وزير الأوقاف نفسه أعلن أحقية المسيحي فى الترشُح لهذا المنصب، لكن "إذا كُنا مش عارفين ننجح قبطى فى مجلس الشعب، يبقى إزاى يفوز بمنصب الرئاسة؟!!".. فى رأيي ربما يكون الدافع هو "حُب الظهور" وليس أكثر !! ، ونصيحتى له "راجع نفسك شوية".
- فى نهاية الحوار لا يَسعنا إلا أن نشكر نيافتك جزيل الشكر لمُباركتنا بهذا الحوار الثرى
+ أشكركم وأتمنى لكم المزيد من النجاح والتوفيق فى عملكم الدؤوب لنقل المعلومة الصادقة]
بدأ حياته الرهبانية بدير الأنبا مقار العامر بوادى النطرون، وسيم راهباً فى 25 أغسطس 1971.
نال سر الكهنوت المُقدس فى 12 نوفمبر 1972 بدير الأنبا بيشوى، ودُعىَ بأسم "القِس بيسنتى الأنبا بيشوى"، ثم سيم أسقفاً عاماً فى 22 يونيو 1986، قبل أن يتم تجليسه على كُرسى إبراشية حلوان والمعصرة فى 29 مايو 1988..
نيافة الحَبر الجليل الأنبا بيسنتى أسقف كُرسى حلوان والمعصرة، نستعرض معه عدد من القضايا محل النقاش على الساحة القبطية.. نُرحب بنيافتك يا سيدنا
+ أهلاً بيك وبالأقباط الأحرار.
- حينما نتحدث إلى نيافة الأنبا بيسنتى فنحن نتحدث إلى السكرتير الشخصى لقداسة البابا شنودة على مدار سنوات، وفى فترة خاصة وهامة جداً فى تاريخ كنيستنا المُعاصر، قبل أن يتم تجليس نيافتك على كرسي إبراشية حلوان والمعصرة، وبالتالى فنيافتك أقدر من يُحدثنا عن هذه الفترة التى بدات بقرار التحفظ وانتهت بعودة قداسة البابا إلى مقره بالقاهرة.. ؟
+ بعد أحداث طائفية بالإسكندرية فى إبريل 1980، قررت الكنيسة عدم تلقى تهانى المسئولين بالعيد، وهو ما اعتبره الرئيس السادات تحدياً من جانب الكنيسة، والقى خطاباً هاجم فيه الكنيسة بشدة، وجاءت اعتقالات سبتمبر 1981 وقرار التحفُظ على قداسة البابا فى دير الأنبا بيشوى ليقف كل ذلك عقبة فى طريق مساعى الصُلح التى قادها عدد من الصحفيين، ورفضت الكنيسة من جانبها صُلحاً يضطرها لتقديم الكثير من التنازلات.. أما قداسة البابا فكان يعتبر فترة وجوده بالدير فترة إقامة بالجنة .
وبعد اغتيال الرئيس السادات فى 6 اكتوبر 1981 بدأ الجميع يتطلع لرجوع البابا إلى كُرسيه، لكن أجهزة مُعينة فى الدولة اعتبرت أن الإسراع فى هذه الخطوة يُعرض حياة قداسة البابا للخطر فتأجلت العودة حتى أصدر الرئيس مبارك قراراً فى 5 مايو 1985، أى بعد نحو 40 شهراً فى التحفظ، شهر واحد منها فى ظِل حُكم الرئيس السادات و39 شهراً فى فترة حُكم الرئيس مُبارك.
- شهدت الفترة الأخيرة حالة من الشَد والجَذب فى وسائل الإعلام، وترددت أقاويل وإشاعات لم يسلم منها حتى المقر البابوى..نُريد من نيافتك أولاً أن تُطمئنا على صِحة قداسة البابا، ونتائج رحلته العلاجية الأخيرة بالولايات المتحدة الأمريكية، وايضاً على استقرار الأوضاع فى المقر البابوى وموقف نيافة الأنبا يؤانس ووضعه كسكرتير لقداسة البابا بعد تولى نيافة الأنبا بطرس مهام السكرتارية.. ؟
+ نشكر ربنا صِحة قداسة البابا بخير، وفى كل مرة يعود قداسته من رحلة علاج تظهر محبة الشعب المصرى مُسلميه ومسيحيه للبابا، واعتزازهم بشخصه، والأوضاع داخل المقر البابوى والسكرتارية مُستقرة فى ظل وجود قداسة البابا.
- فى حديث سابق لنيافتك نشرته جريدة "الوطنى اليوم"، اعتبرت أن "العلمانيين ليس لهم قاعدة شعبية، وأنهم يعرضون مطالبهم بطريقة سياسية، ويستخدمون وسائل الإعلام فى الترويج لهذه المطالب، الأمر الذى ترفضه الكنيسة".. ما مدى دِقة هذه التصريحات، ورأى نيافتك فى مسألة تغيير لائحة انتخاب البابا، التى تُعتبر المَطلب الرئيسى لهذا التيار..؟
+ سياسات الكنيسة تُحددها القوانين الكنسية وقرارات المجمع المُقدس، أما العلمانيين فحتى وإن بلغ عددهم الألف شخص فلا يُمكن أن تتم مقارنتهم بملايين الأقباط الذين يُعلنون مع كل يوم جديد حُبهم وخضوعهم وولائهم للكنيسة ولقداسة البابا .
وموضوع تغيير اللائحة هو من صميم عمل المجمع المُقدس، والحديث فى هذا الأمر غير لائق فى ظِل وجود قداسة البابا -الرب يحفظ حياته- على رأس الكنيسة.
ومن يُسمون انفسهم بالعلمانيين لديهم إصرار على التدخل فى مسائل تخص سياسة الكنيسة، ويُسمون ذلك "إصلاحاً"!!، وإثارتهم لهذه الموضوعات فى وسائل الإعلام وعلى صفحات الجرائد أمر يتعارض مع فكرة الإصلاح الذى ينادون به، ويُظهر أن الهدف من إثارة هذه الموضوعات أمور أخرى.
- هل هُناك نية لدى الكنيسة للجلوس مع ممثلى هذا التيار ودراسة مطالبهم..؟
+ طالما يُصرون على مطالب لا ترها الكنيسة مُلحة فى الوقت الحالى فلن يؤدى الحوار او النقاش لأى نتيجة، فهم يطالبون بما ليس حقاً لهم.
- أحد المُنتمين للتيار العلمانى أعلن مؤخراً فى تصريحات نشرتها صُحف، أنه تَلقى عرضاً مالياً من أحد المقربين من مصادر صُنع القرار داخل الكنيسة، فى مُقابل سكوته عن المطالبة بالإصلاح والكف عن مُهاجمة القيادات الكنسية.. بماذا تُعلق نيافتك على هذه الإدعاءات..؟
+ الكنيسة عُمرها ما تشترى رضا ولادها بالفلوس، وهذا الإدعاء مرفوض موضوعياً، وحتى العقل لا يُمكن أن يَقبله .
- من بين المطالب التى يتحمس لها العلمانيين "فصل الرهبنة عن الكنيسة"، ومؤخراً خرج علينا شخص إدعى أن الرهبنة بدعة، وبدأ يروج لهذا الفِكر من خلال كُتب وأيضاً بالظهور فى وسائل الإعلام.. ما تعليق نيافتك على هذا الكلام..؟
+ الذين يُهاجمون الرهبنة يُعبرون عن أمور مُعينة فى نفوسهم تجاهها، وهم لم يفهموا سموها ولا تاملوا فضل الرهبنة على الكنيسة عبر التاريخ، أنا فصل الرهبنة عن الكنيسة فهو أمر مرفوض.
- فى مؤتمر تثبيت العقيدة الذى عُقد مؤخراً بالفيوم، كشف اصحاب النيافة الأنبا بيشوى والأنبا موسى عن "مُخطط لغزو الكنيسة القبطية بأفكار وتعاليم غريبة".. هل نجد عند نيافتك تفاصيل حول هذا الموضوع..؟
+ نيافة الانبا بيشوى سكرتير المجمع المُقدس ونيافة الأنبا موسي أسقف الشباب وعضو سكرتارية المجمع، لديهم دراية كبيرة بهذه الأمور بحكم موقعيهما وأيضاً بصفتهما مُتخصصين، وتصريحاتهم لم تأتى من فراغ.
- لم يلتقط الأقباط أنفاسهم حتى الأن بعد الزوبعة التى آثارها الكاتب يوسف زيدان بروايته المثيرة للجدل (عزازيل)، وهو مايزال يواصل دفاعه المُستميت عن روايته فى شكل سيل هجوم ضارى على الكنيسة، من خلال مقالات وتصريحات تُنشر فى الصُحف..فى رأى نيافتك، هل بالغت الكنيسة فى ردة فعلها تجاه الرواية وأعطتها حجماً أكبر مما تستحق، البعض اعتبر أنه لو لم تهتم الكنيسة بالرد ما سمع أحد عن الرواية ولا عن مؤلفها..؟
+ حينما يخرج علينا من يُحاول أن يُشوه تعاليم الكنيسة ويُسيء إلى الأباء الأوائل، فواجب الكنيسة يثحتم عليها أن تتصدى للرد، والكاتب يوسف زيدان -فى روايته عزازيل- ادعى أن أباء الكنيسة الأوائل اضطهدوا الوثنيين، والحقيقة أن الكنيسة عبر تاريخها الطويل كانت هى "المُضطهدة".
- مؤخراً تم السماح ببث عدد من القنوات الفضائية على القمر الصناعى المصرى (نايل سات)، ومن بينها قناتى "أغابى" و"سي تي في" القبطيتين.. كيف تُقيم نيافتك هذه الخطوة من جانب أجهزة الدولة..؟
+ هى بلا شك خُطوة تُحسب لأجهزة الدولة وتستحق الشكر.
- لكن فى المُقابل هناك عدد هائل من الفضائيات الإسلامية التى تُهاجم المسيحيين وتطعن فى صُلب العقيدة المسيحية..؟!
+ فى العصر الذى نعيشه لا يُمكن التحكم فيما تبثه هذه القنوات، لكن لدينا قنواتنا القبطية المتخصصة تقوم بدورها فى تثبيت الإيمان السليم، والرد على الشُبهات التى يثيرها المُشككين.
- بعض ممن يُهاجمون المسيحية يبررون ذلك بجود "قناة الحياة" وطريقة القُمص زكريا بُطرس فى عرض تساؤلاته حول الدين الإسلامى.. ما رأى نيافتك..؟
+ الهجوم على المسيحية موجود قبل قناة الحياة والقمص زكريا بُطرس .
- مكس ميشيل أيضاً له قناة فضائية ينشر من خلالها تعاليمه وافكاره.. هل يُشكل ذلك خطراً يجب على الشعب المسيحي أن يحترز منه..؟
+ عقيدة الكنيسة تنقلها قناتى "أغابى" و"سي تي في"، وشعب الكنيسة يعرف كيف يُميز بين التعليم الصحيح والتعليم المُنحرف.
- مؤخراً تم عرض عدد من الأفلام والأعمال الدرامية التى تناولت الشأن المسيحي بطريقة راى فيها البعض إساءة للمسيحية، وفى المُقابل تعهد بعض نُشطاء المواقع الإلكترونية بالرد بأفلام تتناول الدين الإسلامى، وأعلنوا عن فيلمهم الأول "زواج على سُنة إبليس"..ما راى نيافتك فى هذا الموضوع الذى يثمثل إشكالية ما بين احترام الخصوصية الدينية من جهة، وحرية الإبداع والتفكير من جهة أخرى..؟؟
+ الكنيسة مع حُرية الإبداع، لكن هذا لا يعنى الإساءة للمقدسات أو المساس بالثوابت الدينية، وبصراحة أنا شخصياً آميل إلى العمل الإيجابى أكثر من العمل السلبى، والسيد المسيح أوصانا أن نُحب حتى أعداءنا وأن نُحسن إلى مُبغضينا ونُصلى لمن أساء إلينا، والكنيسة لديها من وسائل الرد ما يتناسب مع تعاليم السيد المسيح، وفى الوقت نفسه يدحض شُبهات المُشككين.
- شهد عام 2009 عدد كبير من حوادث عنف طالت الأقباط فى مناطق متفرقة، وشهدنا اعتداءات على كنائس وممتلكات واراضى ومنازل للمسيحيين، ولعل الحادث البرز كان ذبح قبطى فى مركز الباجور بالمنوفية..فى ظِل هذه المناخ المُلتهب يَشتد الجدل بين من يعتبر ما يحدث "اضطهاد" يستهدف الأقباط بشكل عام، ومن يعتبره نوع من التمييز وليس أكثر، ومن يرى فى كل هذه الاعتداءات أنها مُجرد حوادث عادية وسلوك فردى لأشخاص.. ما راى نيافتك..؟؟
+ لا شك أن العُنف ضِد المسيحيين قد زاد بشكل ملحوظ فى الفترة الاخيرة، وهذا الأمر يدخل فى نطاق سُلطة الدولة ومسئوليتها فى الحفاظ على أمن وسلامة مواطنيها أقباطاً كانوا أو مسلمين، والتعامل بحزم مع المتطرفين لتفادى المزيد من التصعيد والصدامات.
- آلا تتفق نيافتك معى فى أن هذا الموقف الحازم قد تأخر كثيراً من جانب مؤسسات الدولة..؟؟
+ نحن مستمرون فى المُطالبة، وعلى الدولة أن تستجيب حتى يَعُم الهدوء والسلام فى المجتمع المصرى.
- مؤخراً أعلن أحد المُحامين الأقباط عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة فى 2011.. كيف تنظر الكنيسة لهذه الخطوة..؟؟
+ الكنيسة ليست ضِد المبدأ فى أن يترشح قبطى لمنصب الرئاسة، وحتى وزير الأوقاف نفسه أعلن أحقية المسيحي فى الترشُح لهذا المنصب، لكن "إذا كُنا مش عارفين ننجح قبطى فى مجلس الشعب، يبقى إزاى يفوز بمنصب الرئاسة؟!!".. فى رأيي ربما يكون الدافع هو "حُب الظهور" وليس أكثر !! ، ونصيحتى له "راجع نفسك شوية".
- فى نهاية الحوار لا يَسعنا إلا أن نشكر نيافتك جزيل الشكر لمُباركتنا بهذا الحوار الثرى
+ أشكركم وأتمنى لكم المزيد من النجاح والتوفيق فى عملكم الدؤوب لنقل المعلومة الصادقة]
مواضيع مماثلة
» نيافة الأنبا أبراهام
» الأنبا مرقس ينفي عزل يؤانس من سكرتارية البابا !
» حوار مع الباشمهندس مايكل منير من روم فوتوك على البال
» *** قصة الأنبا بضابا ***
» الأنبا موسى الأسود
» الأنبا مرقس ينفي عزل يؤانس من سكرتارية البابا !
» حوار مع الباشمهندس مايكل منير من روم فوتوك على البال
» *** قصة الأنبا بضابا ***
» الأنبا موسى الأسود
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى